على بعد عشر محطات مترو من وسط العاصمة السويدية ستوكهولم تقع ضاحية رينكبي أو" مقديشو الصغرى" كما يحلو للبعض أن يسميها وهي عبارة عن ضاحية كئيبة رتيبة حيث ينشط متشددون إسلاميون في تجنيد أبناء المهاجرين الصوماليين المقيمين بالضاحية للجهاد في منطقة القرن الأفريقي. ويقول السكان والشرطة أن نحو 20 من أبناء المهاجرين في الضاحية قد انضموا لصفوف حركة الشباب الصومالية التي تشن حرباً دموية ضد الحكومة الصومالية. ووفقاً لجهاز الأمن السويدي فان خمسة من هؤلاء الشباب لقوا مصرعهم و10 ما زالوا مطلقي السراح في الصومال. وقد اكتسبت قضية هؤلاء الشباب أهمية في الوقت الذي تفاقمت فيه المخاوف من التطرف في الدول الاسكندنافية التي تؤوي أكثر من 40,000 من الصوماليين الذين فروا من وطنهم الذي دمرته الحروب. وقد تزايدت حدة المخاوف بعد تهجم أحد الصوماليين على رسام الكاريكاتير الدنماركي الذي نشر رسوماً مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم . وقال عبدي حسين، 25 عاماً، وهو فنان الهيب الهوب الذي اشتهر في الضاحية بسبب حملته لمكافحة نفوذ تنظيم القاعدة في"مقديشو الصغرى"" انها مجموعة صغيرة ولكنها تتمتع بالنفوذ وسط أبناء الجالية الصومالية ولا يجرؤ أحد على التصدي لهم أو الحديث عنهم بسوء". وقال جوني ليند مفتش الشرطة في ضاحية رينكبي" من الناحية القانونية لا يمكن محاكمة أي شخص ، ولا أي من الشباب الذين يحثونهم على السفر إلى الصومال". وأضاف ليند ان الشرطة على اتصال مع الأسر التي تسلل أبناؤها سراً لينضموا إلى حركة الشباب من دون علم ذويهم. وقال أحد الصوماليين المقيمين في ربنكبي-24 عاماً- والذي تحدث بشرط عدم الكشف عن اسمه خوفاً على سلامة عائلته التي تقيم في السويد منذ عام 1991 ان وسيطاً للحركة اتصل به عدة مرات وعرض عليه الانضمام إلى الحركة ولكنه رفض . وقد ارتبط نشاط التجنيد بمركز للشباب في رينكبي يتم تمويله عن طريق الإعانات من المدينة والسلطات المحلية والسكان . وقال فنان الهيب هوب حسين ان الشباب الذين تعرضوا لمحاولات التجنيد أخبروه بأنهم شاهدوا أشرطة فيديو للتفجيرات الانتحارية التي نفذها تنظيم القاعدة وأنه تمت دعوتهم ليصبحوا جهاديين في أرض آبائهم وأجدادهم. ومع تزايد مخاوفه ، بدأ حسين حملة في وسائل الإعلام السويدية للتحذير من خطورة الوضع وسط شباب ضاحية ريكنبي من الصوماليين. ومنذ ذلك الحين نمت المقاومة للمتطرفين وفي الشهر الماضي شارك العشرات في التظاهر ضد حركة الشباب في الضاحية. ودفعت حملة المغني الصومالي السياسيين السويديين إلى الحديث عن انتشار التطرف والأفكار المتطرفة في ضواحي المهاجرين. ووصف سياسي من الاشتراكيين الديمقراطيين المعارضين في السويد حسين ب"البطل الحقيقي". وقد دفع حسين ثمن معارضته للمتطرفين حيث تعرض لاعتداء بآلة حادة من قبل ملثم في أحد شوارع المدينة في سبتمبر. وقال حسين ان المعتدي حذره باللغة الصومالية قائلاً " دعنا وشأننا وإلا فاننا سنقتلك ". ويقول خبراء ان المجتمع الصومالي على وجه الخصوص عرضة لنفوذ المتطرفين لأنه مجتمع ما يزال متقوقعا ومنطويا على نفسه وهو أقل المجتمعات المهاجرة اندماجاً في المجتمع المحلي في الدول الاسكندنافية. وهاجر منذ التسعينات نحو 25,000 صومالي إلى السويد .