نشط في الجزائر خلال السنوات العشر الماضية النشاط المتصل بالجمعيات، نتيجة تحسن الوضع الأمني والاستقرار. فظهرت جمعيات أهلية عدة، ذات طابع شبابي تطوعي، وساهمت في انتشارها شبكات التواصل الاجتماعي مثل "فايسبوك" و "تويتر"، ما سهل للشباب فرص الالتقاء والتناقش وتبادل الآراء. ومن هذه الجمعيات: ناس الخير، الدنيا بخير، dz Storm ،123 vive l'Algérie، وغيرها. في باتنة، المدينة التاريخية التي انطلقت منها ثورة المليون ونصف المليون شهيد، يبدي أعضاء جمعية «من أجل باتنة خضراء»، استياءهم من قلّة النظافة وتفشي الإهمال في المدينة التي كانت مقصداً لنقاء هوائها وجمال طبيعتها. وكان النشاط الأول للشبان في الجمعية، حملة تنظيف لتكريم ذكرى زميلهم أحمد نور اليقين طمين الذي كان متطوعاً في جمعية «بذرة أمل»، وتُوفي بعدما طعنه مجهول بخنجر. وكانت البداية تنظيف الحديقة التي شهدت الجريمة، وغرس الأشجار فيها، بمساعدة أعضاء جمعيات خيرية أخرى، ثم واصلت الجمعية حملتها التي بدأت بالحدائق العمومية كمشروع أولي. ويقول أحد أعضاء الجمعية أنور هلال (25 عاماً، أستاذ رياضيات): «هذا النوع من العمل الخيري يجعلك تقدم كل ما لديك، بخاصة عندما ترى النتائج، كبسمة على وجه مريض، أو يتيم، وطبعاً نحن لنا ربحنا الخاص من الدعوات الصالحة لناس يقدرون مجهوداتنا». وتقول أسماء (23 عاماً، طالبة جامعية): «لا يمكن أحداً أن ينكر الدور الفعال للجنس اللطيف داخل الجمعية، بخاصة في الزيارات المتعلقة بالأطفال، ودور العجزة، والعمل التطوعي لا يمكن حصره أبداً بالشباب من الذكور، لأن المسؤولية مسؤولية الجميع». يُذكر أن الجمعية تحرص على الإعلان عن نشاطاتها عبر صفحتها على "فايسبوك"، يساعدها على ذلك الدور والصدى الكبير الذي توفّره «إذاعة الأوراس»، وكذلك تجاوب بعض السلطات المحلية، كمديرية الغابات ومديرية الشباب والرياضة، ما ساعد الجمعية على تحقيق بعض أهدافها، وتعزيز انتشار العمل الخيري والتطوعي في أوساط الشباب.