اتهم رئيس الحكومة التونسية علي العريض، الخميس، «أبو عياض» زعيم جماعة «أنصار الشريعة» السلفية المتشددة الموالية لتنظيم «القاعدة» وعدداً من قيادات الجماعة وعناصرها بأنهم متورطون في ممارسة «الإرهاب» أو «التخطيط» له. وقال العريض، وهو قيادي في حركة «النهضة» الإسلامية الحاكمة في مؤتمر صحافي، إن جماعة أنصار الشريعة «تنظيم غير قانوني مارس العنف. عدد من قياداته وعناصره في تونس مارسوا الإرهاب أو تورطوا في التخطيط له، ولهم علاقة بالإرهاب»، في إشارة على الأرجح إلى تنظيم «القاعدة». وأضاف علي العريض أن أبو عياض المتهم بالتخطيط لاعتداء استهدف في 2012 مقر السفارة الأميركية في العاصمة تونس «متورط في الإرهاب (...) وله علاقة بالإرهاب». وتابع: «هذا التنظيم (أنصار الشريعة) أمامه وقت غير طويل حتى يعطي موقفاً واضحاً يدين فيه العنف والإرهاب ويتبرأ منهما، ويقر بقوانين البلاد ويتبع السلوك القانوني للأحزاب والجمعيات والمنظمات القانونية» المرخص لها. ولا تعترف جماعة «أنصار الشريعة» التي تأسست في 2011 بالدولة وبالقوانين الوضعية وتطالب بإقامة دولة خلافة إسلامية تطبق فيها الشريعة. والأحد الماضي منعت السلطات الجماعة من عقد مؤتمرها السنوي الثالث في مدينة القيروان التاريخية (وسط غربي تونس) بعدما رفضت الامتثال للقوانين التي تنظم عقد التجمعات. وخلال اليوم نفسه جرت مواجهات عنيفة في حي التضامن الشعبي وسط العاصمة بين الشرطة ومئات من أنصار الجماعة المحتجين على منع مؤتمرها في القيروان. وأسفرت المواجهات عن مقتل متظاهر وإصابة 6 آخرين وجرح 21 رجل أمن أحدهم في حال خطيرة، بحسب ما أعلن الاثنين محمد علي العروي الناطق باسم وزارة الداخلية في مؤتمر صحافي. وأفرجت السلطات التونسية الأربعاء - بعد ساعات من الاستجواب لدى قاضي التحقيق - عن الناطق باسم «أنصار الشريعة» سيف الدين الرايس الذي أوقف الأحد على هامش المناوشات التي رافقت مؤتمر القيروان. وأعلن التنظيم السلفي على صفحته على «فايسبوك»: «الحمد لله تم الإفراج عن أخينا سيف الدين الرايس». وأوضح محاميه أنور أولاد علي لوكالة «فرانس برس» أنه لا يزال متهماً ببث أخبار زائفة والحض على ارتكاب العنف، بسبب تصريحات في مؤتمر صحافي منتصف أيار (مايو). ويتعين على الرايس أن يمثل مجدداً أمام قاضي التحقيق اليوم الجمعة، بحسب ما قال محاميه. وقالت الجماعة في بيان نشرته على صفحتها على الإنترنت: «انتظروا من أنصار الشريعة بالقيروان مفاجأة سوف تقصم ظهور أعداء الدين وستزيدهم غيظاً وذلاً والله، وستشفي صدور الموحدين وكل من وقف معنا في مثل هاته (هذه) الظروف الصعبة». وتتهم السلطات زعيم الجماعة أبو عياض واسمه الحقيقي سيف الله بن حسين بالضلوع في هجوم نفذه سلفيون في 14 أيلول (سبتمبر) 2012 على مقر السفارة الأميركية بالعاصمة تونس خلال احتجاجات على فيلم مسيء للإسلام أنتج في الولاياتالمتحدة. وقتلت الشرطة خلال الهجوم 4 سلفيين وأصابت العشرات. وقال المحامي عبدالباسط بن مبارك ل «فرانس برس» أمس إن 20 سلفياً من المتهمين بالضلوع في الهجوم سيمثلون يوم 28 أيار (مايو) الجاري أمام محكمة تونس الابتدائية بموجب قانون مكافحة الإرهاب الصادر عام 2003. وفي شباط (فبراير) الماضي وجه القضاء التونسي إلى زعيم «أنصار الشريعة» تهمة «الانضمام إلى تنظيم إرهابي داخل وخارج تراب الجمهورية، وانتداب أو تدريب أشخاص قصد ارتكاب عمل إرهابي، واستعمال تراب الجمهورية قصد ارتكاب عمل إرهابي ضد بلد آخر ومواطنيه والمشاركة في ذلك». وقاتل «أبو عياض» ضد القوات الأميركية في أفغانستان مع تنظيم «القاعدة» والتقى عام 2000 في قندهار الزعيم الراحل للتنظيم أسامة بن لادن. وفي عام 2003 اعتقل «أبو عياض» في تركيا وتم تسليمه إلى تونس حيث حكم عليه بالسجن 68 عاماً بموجب قانون «مكافحة الإرهاب». وتم الإفراج عنه بموجب «عفو تشريعي عام» أصدرته السلطات بعد الإطاحة في 14 كانون الثاني (يناير) 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.