كشف وزير التجارة والجمارك التركي حياتي يازجي أن العمل جار الآن على بناء سور عازل على الحدود السورية التركية يحيط ببوابة جيلفه غوزو، أو باب الهوى كما يسميها السوريون، بطول ثلاثة كيلومترات، كما سيتم تعزيز الأمن على الحدود والمراكز الحدودية كافة وسيتم تزويدها بكاميرات حساسة وأجهزة مراقبة. وأوضح الوزير أن الهدف من مشروع بناء الجدار منع تسلل السوريين من وإلى سورية عبر الحدود التركية، فيما أشارت تقارير إلى أنه قد يتبع هذا المشروع بناء المزيد من الجدران بجوار المراكز الحدودية الأخرى، مع الإشارة إلى استحالة بناء جدار عازل على طول الحدود التي تتجاوز 800 كيلومتر. وستشمل التدابير الأمنية الجديدة أماكن التسلل المعروفة والمستخدمة، إذ إن جزءاً مهماً من الحدود البرية ما زال مزروعاً بالألغام منذ عقدين بسبب تسلل عناصر حزب العمال الكردستاني من سورية إلى تركيا في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. وبدا أن تركيا عازمة على اتخاذ احتياطات أمنية وإجرائية لحماية نفسها من تسلل مسلحين محسوبين على تنظيم «القاعدة» أو موالين للنظام السوري يخططون لعمليات إرهابية محتملة في تركيا. ويأتي ذلك بعد حديث رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لأول مرة عن وجود «إرهابيين» في سورية خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه بالرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن الأسبوع الماضي، علماً أن أنقرة كانت ترفض اعتبار «جبهة النصرة» منظمة إرهابية، لكن الموقف التركي تغير بعد زيارة أردوغان لواشنطن. وعلى رغم أن حكومة «العدالة والتنمية» ذات الجذور الإسلامية ما زالت تصر على أن التهديدات التي تواجهها تأتي من الجماعات الموالية للنظام السوري وليس من المعارضة السورية المسلحة أو حتى «جبهة النصرة» إلا أن المعارضة التركية تعتبر أن الحكومة التركية تتستر على هجمات «النصرة» وتلصقها بالنظام السوري عمداً للتغطية على ما يعتبرونه فشل سياستها بدعم المعارضة المسلحة في سورية من دون تمييز. وكانت مجموعة «هاكرز» تركية معروفة ب «ريدهاك» وهي جزء من مجموعة «انانيموس» العالمية المشهورة بتسريبها وثائق سرية للدول وخرق الرسائل السرية في الوزارات، نشرت وثائق لرسائل سرية للمخابرات العسكرية التركية موجهة إلى الأمن التركي تحذره من أن «جبهة النصرة» حوّلت مدينة الرقة السورية إلى مصنع لتفخيخ السيارات، وأن عدداً من السيارات المفخخة في طريقه إلى دمشق وتركيا لتنفيذ هجمات هناك. ويورد التقرير تفاصيل عن السيارات المفخخة، ونوعها وأرقام لوحاتها، كما يذكر تحذيرات سابقة على الأغلب تشير إلى تفجيرات مدينة الريحانية جنوب تركيا التي راح ضحيتها 51 تركياً بداية الشهر الجاري. وفيما رفض نائب رئيس الوزراء بشير أطالاي التعليق على موضوع الوثائق المسربة وصحتها رفض وزير الخارجية أحمد داود أوغلو أي جهد يحاول إلقاء تهمة تفجيرات الريحانية على أي طرف غير النظام السوري، و قال «إن الذين دبروا التفجيرات تم إلقاء القبض عليهم واعترفوا بقيامهم بالجريمة واتصالهم بالمخابرات السورية، ولا يجب أن يشكك أحد بهذه الحقيقة». وكانت صحيفة «ستار» التابعة لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم قد نشرت الأسبوع الماضي أن المعتقلين اعترفوا «بأنهم التقوا مع الرئيس بشار الأسد بدمشق وطلب منهم تنفيذ تفجيرات في تركيا، وبناء على ذلك قاموا بجريمتهم». يذكر أن جميع المعتقلين بهذه الجريمة حتى الآن هم من الأتراك.