أتساءل كغيري، لماذا الفعل الصحيح يأتي عشوائياً ومباغتاً ولا يكون هو القاعدة والعشوائية هي الاستثناء؟! قامت «أمانة الرياض» بعمل جميل وهو حملة صحية تفتيشية على مطاعم الرياض، وأغلقت مطاعم شهيرة مخالفة للشروط الصحية من فئة المطاعم «خمسة نجوم» الفخمة بديكوراتها، بينما خلف كواليسها حيث يعد الطعام تجد ما يجعلك تفرّ منها فرار المريض من الجذام! والسؤال لماذا الأمانات والبلديات البقية لا تفعل الشيء نفسه؟ بل لماذا التفتيش الصحي لا يكون ثابتاً في شكل دوري وأسبوعي؟ وإذا كان في الرياض كشفت عن مخالفات في مطاعم شهيرة - تمّ التشهير بها - فما حال المطاعم التي في الأحياء العشوائية بالمدن والمحافظات والقرى؟ ذات مرة ذهبت إلى مطعم لأشتري وجبة غداء «كبسة بخاري» من مطعم عمالته أفغانية، فدخلت داخل المطعم ووجدت عاملاً بملابس متسخة يغسل الدجاج في «حوض بانيو»، فذهبت لا ألوي على شيء. اليوم السعوديون انتشر فيهم - في شكل مخيف - الجلطات والسكري والسرطان والسمنة بسبب مأكولاتهم من مطاعمهم، فمن أكبر المصائب أن تأكل كبسة مشبعة بالزيت والجراثيم ثم تبتلى بمرض عضال تجهل سببه. ليس التشهير لمن يخالف صحياً والإغلاق لفترة بكاف لمطعم «قذر»، بل شطب التصريح وإغلاقه نهائياً. عذاب هذا القرار القاسي والمرعب سيجعل البقية يحسبون للنظافة أكثر من الطعم في ما يقدمون. مَن يشاهد برنامج «آراب أيدل» في «mbc»، يستحسن بعض الأصوات ويستاء من فعل اللجنة بقيادة الإمبراطورة أحلام والذين لا يملكون غير «برافو» و«أحسنت»، مما جعل إدارة البرنامج تضع مصير المتسابق بيد تصويت الجمهور ويبقى للجنة «برافو» و«أحسنت» أتمنى ألا تعوّل الأمانات والبلديات على لجانها في صحة الناس، وتعمل عبر موقعها استفتاء جماهيرياً لقراراتها وتطلب منهم تزويدها بالمطاعم والبقالات المخالفة والمزايدة بالأسعار ثم تقوم بعملها وتترك لمفتشيها في ما بعد «برافو» و«أحسنت». [email protected] @abdullah1418