افتتحت رئيسة «الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية»، الأميرة بسمة بنت علي، ممثلة الأمير حمزة بن الحسين، أعمال مؤتمر منتدى ومعرض «المدن الرفيقة بالبيئة» في منطقة البحر الميت، الذي ينظمه المجلس الأردني للأبنية الخضراء في مبادرة من وزارة البيئة بمشاركة عدد من الوزراء وصناع القرار من منطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط. ورأى وزير البيئة طاهر الشخشير، أن انعقاد المؤتمر يأتي في فترة يواجه العالم، تحديداً دول حوض البحر المتوسط، تحديات بيئة أبرزها نقص الموارد واستنزاف مصادرها والزيادة المضطردة لعدد السكان والتطور السريع في توسع المدن في مجالات الصناعة والاقتصاد والنقل والسياحة، إلى جانب الزحف العمراني على حساب الأراضي الزراعية وارتفاع مستويات تلوث الهواء وزيادة الطلب على المياه والطاقة وبروز إدارة النفايات الصلبة والسائلة. وأضاف في حديث إلى «الحياة» أن هذا المؤتمر والذي يُعقد في دورته الثالثة، يتعاطى مع القطاعات التي تهم أي مدينة في العالم خصوصاً قطاعات النقل والبيئة الصحة والتعليم والمواضيع التي تؤدي إلى أن تكون مدننا خالية من التلوث. ولفت إلى أن لهذا المؤتمر أهمية في التعاون ما بين الأردن والدول المشاركة والجهات المهتمة بالبيئة وتبادل الخبرات والمعرفة، إلى جانب إمكان توقيع اتفاقات لتطوير العمل البيئي والمدن. وأوضح أن لقاءات مشتركة عُقدت بين الأردن والوفود المشاركة لتسويق منتجات كالطاقة المتجددة. وقال: «عمّان مدينة قديمة وبدأ الاهتمام بموضوع البيئة حديثاً، خصوصاً بعد إنشاء الوزارة عام 2003»، لافتاً إلى أن الوزارة تعمل مع أمانة عمّان لتكون المناطق الجديدة في العاصمة مطابقة للبيئة ولتطوير المناطق القديمة وتحديث المباني». ورداً على سؤال عن الأثر البيئي للجوء السوري قال: «هناك دراسة جاهزة ومعالمها واضحة،» لافتاً إلى أن للجوء السوري آثاراً واضحة وسيئة على قطاعات كالصحة والتعليم والمياه، خصوصاً على المناطق الشمالية التي يتواجد فيها اللاجئون بأعداد كبيرة. وشدد على أن الوزارة تعمل بجدية لمعالجة الأخطار التي تتعلق بمصادر المياه الجوفية والتخلص من النفايات الصلبة على مدار الساعة، وأعلن أن محطتين لتنقية المياه المبتذلة ستنشآن خلال شهرين في مخيم الزعتري، إلى جانب تحويل النفايات إلى منطقة الأكيد ضمن مشروع كلفته 40 مليون دينار (56 مليون دولار) لإعادة تأهيله. بدوره، أكد مساعد الأمين العام ل «الاتحاد من اجل المتوسط»، ناصر طهبوب، أن المنطقة في حاجة ماسة للعمل على التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر، لافتاً إلى أن الاتحاد مهتم كثيراً بالعمل على جعل المدن كافة في العالم مدناً رفيقة للبيئة من خلال تقليص التلوث والمخلفات الصناعية بهدف تعميم فكرة الاقتصاد النظيف. وتابع: «في السابق كان هناك كميات محدودة من النفايات الصلبة، أما خلال السنوات الثلاث الماضية فارتفعت الكمية إلى ثلاثة أضعاف»، لافتاً إلى أن مكب الأكيد كان يكفي لمدة خمس سنوات ولكن اللجوء السوري حتّم إعادة تأهيل المكب من جديد. وأعلن قبول انضمام عمّان إلى مجموعة المدن الأربعين القيادية في مجال حماية المناخ. ووُقعت خلال المؤتمر أربعة اتفاقات ما بين وزارة البيئة الأردنية و «الوكالة الألمانية للتعاون الفني» في نطاق تعزيز التعاون الفني الثنائي المقدم من ألمانيا إلى قطاع البيئة الأردني. وتغطي الاتفاقات قطاعات إدارة النفايات الصلبة وحماية خدمات الأنظمة البيئية وتغير المناخ بقيمة تقدر بنحو 6.5 مليون يورو.