في منتصف القرن ال20 لم يعد لائقاً ارتداء شعر الضفائر المستعار، واستعاضت معظم النساء الأفريقيات بدلاً من ذلك بجدْل شعورهن على رغم قصرها وخشونتها في معظم الأحوال. وعندما رأت النساء الممثلة الأميركية سيسيلي تيسون بشعرها المجدول بالضفائر الأفريقية على التلفزيون، بدأت موجة من استخدام الجدائل الأفريقية في شكل لافت حتى من الشقراوات. وخلال الأعوام ال20 الأخيرة اتجهت الأفريقيات إلى خيار تصفيف الشعر بطريقة تعرض وتبيّن الملمس الطبيعي للشعر كما هو في رصات الذرة (الكورونورز). ولأن هذا الشكل بدأ في أفريقيا، فقد ظل متعارفاً أن من يستخدمه ذوو البشرة السمراء، غير أن الممثلة «بو ديرك» حطمت هذه النظرية في العام 1979 عندما ظهرت في «فيلم 10» بضفائرها الصفراء المصففة على الطريقة الأفريقية. بعد ذلك ومنذ العام 1990 انتشر الأمر بين فناني «الهيب هوب» رجالاً ونساء، إلى جانب عدد من نجوم الرياضة من مختلف الخلفيات العرقية. هذه الطريقة من تصفيف الشعر تتيح خيارات متعددة لصاحبها، فالضفائر من السهولة إعادة تنظيمها وترتيبها، فهي فقط تحتاج إلى غسل جيد وقليل من الزيوت كل يومين تقريباً، لذلك فهي جيدة لكل من لا يريد أن يشكل له تصفيف الشعر همّاً دائماً، وفي الوقت ذات يبدو الشعر جذاباً في مظهر ثوري. موسيقيون مثل اليسا كيز، وسارا، وليل ماما، وماي حولوا تصفيفاتهم نحو الشعر الأفريقي المجدول، كله أو جزءاً منه. «كورونروز» الذي عرف منذ عهود سابقة في أفريقيا، وجد طريقه حالياً لرؤوس المشاهير في العالم الغربي، باعثاً إرثاً أفريقياً قديماً ليبدو بشكل عصري حديث، وساعدت في ذلك سهولة إعادة ترتيبه لتبدو التصفيفة جديدة كل يوم، كما يبدو منظرهم جديداً وثورياً. هذه الصفات وغيرها جعلتها تصفيفة كلاسيكية في شكل عصري وحديث. وتعد تصفيفة الشعر الإثيوبي من التصاميم الفنية الرائعة، وتأتي في صور عدة لا حصر لها، تراوح بين تصفيفات ذيل الحصان، أو الضفائر الجانبية أو الخلفية، أو تركها فضفاضة على الجانبين. وهناك أنواع من التصفيفات كثيرة التعقيد مثل الضفائر البسيطة، ومن التقليعات القديمة وضع «الكورونورز» بعقصات وتشابكات دقيقة، ويمكن أن تستخدم فيها الألوان. وتبدأ من مقدم الرأس، ثم على جانبي الرأس ضفائر ممتدة لتشكل ذيل الحصان متدلياً نحو العنق. لقد أنتج اهتمام الأفريقيين بشعر الرأس منذ عهود سحيقة جملة من المهارات حتى في الأماكن التي تندر فيها الأدوات المساعدة، إذ يتم ابتكار طرق متجددة تساعد في نمو الشعر، وينتشر استخدام زيوت الفازلين لتساعد في تسهيل التصفيف، إلى جانب استخدام بعض المرطّبات التي قد يعتبرها الآخرون مثيرة للاشمئزاز، ولكنهن يبذلن جهدهن للعناية بشعرهن، إذ لم يحدث أن حولت تلك الطرق أية سيدة إلى صلعاء. ومن مميزات الشعر الأفريقي المجدول أنه لا يحتاج إلى تغيير التصفيفة بعد غسله، فقد يظل متماسكاً من أسبوع حتى ثلاثة أسابيع في الغالب، وربما يصل أحياناً إلى شهر كامل. وعلى رغم أن ذلك يبدو غير متقبل لدى البعض إلا أنه دائماً ما يكون في مصلحة الشعر وصحته. ويمتاز الشعر الأفريقي بأنه جاف وغير لامع، ولكنها طبيعته، فقط هو يترك مدهوناً وموضباً من دون أن يترك في شكل فوضوي. ولكونه يتصف بأنه شعر هش يجب الاحتفاظ به محمياً، وتركه يتنفس بحرية.