يبدأ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز زيارة رسمية لتركيا غداً (الثلثاء) تستمر يومين. وأوضحت وكالة أنباء «جيهان» التركية أن الزيارة تكتسب أهمية كبيرة بالنسبة إلى الطرفين، إذ تعتبر أول زيارة رسمية لمسؤول سعودي رفيع المستوى إلى أنقرة، بعد الزيارتين اللتين قام بهما خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 2006 و2007. ويتوقع أن يلتقي ولي العهد خلال الزيارة الرئيس التركي عبدالله غل، ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، لتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمها العلاقات الثنائية والأزمة السورية والملف الفلسطيني. وأكد مستشار الرئيس التركي عبدالله غل أرشاد هرمزلو ل «الحياة» إن تركيا «تتطلع باهتمام كبير إلى زيارة ولي العهد السعودي التاريخية» وأضاف أنها «ستضفي على العلاقات بُعداً مهماً، وتؤكد عمقها ورسوخها بين البلدين». وأوضح أن «نظرة البلدين إلى الملف السوري متطابقة، والجانبان يريدان حلاً يلبي مطالب الشعب السوري المشروعة في حياة حرة كريمة، وفي الوقت نفسه لا تريد تركيا أن ترى المزيد من سفك الدماء والقمع والاضطهاد هناك». وعما سيطرحه الجانبان في الملف الاقتصادي، قال هرمزلو إن ذلك «سيشمل تطوير العلاقات الاقتصادية من الناحية الاستثمارية والمشاريع الكبرى التي تنفذها الشركات التركية العاملة في قطاع الإنشاء السعودي». أما في ما يتعلق بالملف الأمني، «فمواقف البلدين متطابقة في شأن القضايا الإقليمية والدولية، ولذلك هناك مشاورات مستمرة بين قيادات البلدين لترسيخ الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط بشكل عام، وفي هذه المنطقة المتأزمة بشكل خاص». ولفت إلى أن «ولي العهد السعودي والرئيس التركي ورئيس الوزراء سيبحثون في الأزمات والقضايا العربية. كما سيسفر اللقاء عن ترسيخ العلاقات الممتازة أساساً بين البلدين، والتركيز على فكرة استمرار التشاور». وتأتي المحادثات السعودية-التركية وسط أوضاع إقليمية متأزمة، تتقدمها الأزمة السورية، والخطر الإيراني، ولا سيما بعد عودة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من محادثات أجراها في واشنطن وصفت بأنها انتهت بالفشل. وقال الناطق باسم جماعة «الإخوان المسلمين» في سورية زهير سالم ل «الحياة» أن الجماعة «تتطلع إلى خروج هذه المحادثات بموقف صارم من أجل التوازن في الموقف الدولي والإقليمي». وقال إن «الشعب السوري متخوف من مؤتمر جنيف، وينظر إليه باعتباره معضلة كبيرة، في وقت تضغط روسيا بكل ثقلها، وتتماهى الولاياتالمتحدة مع المؤتمر، وإيران تدفع بثقلها، ولا يوجد من يدافع عن سورية سوى السعودية وقطر وتركيا». على صعيد آخر، رعى الأمير سلمان تخريج دورات ضباط جامعيين في أفرع القوات المسلحة في معهد قوات الدفاع الجوي في جدة أمس. وكان في استقباله لدى وصوله رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول الركن حسين القبيل، وقادة أفرع القوات المسلحة، وقائد المنطقة الغربية اللواء ركن محمد الحزاب.