يخطو اللاعب اللبناني فيليب باولي الصاعد خطوة أولى راسخة وثابتة في عالم الإحتراف، ستنقله بدءاً من تموز (يوليو) المقبل إلى الفريق الرديف في نادي ليون الفرنسي لكرة القدم، وتفتخ أمامه آفاقاً رحبة تكافئ جهوده وإجتهاده، وجهود ناديه الأم أتلتيكو حيث نشأ وتمرّس قبل أن يخوض تجربة الدوري اللبناني للدرجة الأولى مع فريق الراسينغ إذ دافع غن ألوانه في 8 مباريات وسجل 6 أهداف. كما إستدعاه المدير الفني لمنتخب لبنان الألماني ثيو بوكير فشارك في 4 مباريات. وقد توسّم الخبير الألماني في هذه الخامة مستقبلاً واعداً ووجد فيها مشروع نجم وهداف أن أُحسن صقلها. والتجربة الفرنسية المنتظرة تعتبر نقلة للكرة اللبنانية، ولسياسة أكاديميات اللعبة التي تعتمد الإعداد الصحيح والإلتزام الجدي. وكان أتلتيكو حديث أوساط اللعبة في السنوات الأخيرة أي منذ تأسيسه نظراً لتميّز فرقه في الفئات العمرية وإحرازها ألقاباً، فضلاً عن مشاركات خارجية ناجحة أسفرت عن نتائج نوعية، وإقدامه قبل عامين على عقد شراكة تعاون مع فريق ليون يخضع بموجبه لاعبون لبنانيون لمعسكرات في النادي الفرنسي مع لاعبيه وعناصره. كما يزور مدربون إختصاصيون من ليون لبنان مرتين سنوياً ويشرفون على تنفيذ برامج الإعداد الموضوعة في ضوء إتفاق التعاون ويقوّمون العمل والنتائج وينتقون المؤهلين للخضوع للتدريب في المعسكرات الفرنسية. وقد جُدد هذا الاتفاق لسنتين أخريين. وكان باولي (18 سنة) من مجموعة لاعبي أتلتيكو الذين خضعوا مرات لمعسكرات ليون، وطلبت إدارته أن ينضم إلى صفوفه في الموسم الماضي. لكن بموجب القانون الفرنسي لا يحق أن تضم فرق دون ال18 سنة لاعبين غير فرنسيين، فكان الحل "الأمثل" أن يلتحق باولي (الذي ينهي في الأسابيع المقبلة دراسته السنوية ويلتحق أيضاً بجامعة فرنسية خلال إقامته هناك لدراسة إدارة الأعمال) بأحد الفرق اللبنانية التي تنافس في الدرجة الأولى، فوقّع مع الراسينغ بموجب "الشراكة" القائمة مع أتلتيكو كما إستفاد من إختياره لصفوف المنتخب ليحافظ على جهوزه البدني ويعزز خبرته، علماً أنه إنضم إلى برامج التدريب التي يفرضها ليون على مرشحيه كما سجّله على كشوفاته، ما سمح له بالإنخراط في معسكراته المرحلية التي يستغرق كل منها 3 أسابيع ويشارك خلالها في مباريات مع فرق محلية، فكان مؤثراً وسجل هدفاً في واحدة منها. هذا التطور النوعي حدا بليون أن يعلن بعد المعسكر الأخير (نيسان/أبريل الماضي) ضم باولي (1،88م، 79 كلغ) إلى الفريق الرديف (Pro 2) للموسم المقبل والذي يخرّج أبرز أسماء الفريق الأول، موفراً له إحتمالات عدة "مفتوحة" في المستقبل. ويفخر رئيس أتلتيكو روبير باولي (والد فيليب) بما تحقق، وأكد ل"الحياة" عندما زفّ "الخبر السعيد" أن ذلك "شرف كبير لأتلتيكو، وهو دليل على حسن خيارنا فقد أعلنّا منذ البداية أننا نستثمر في اللاعبين"، معتبراً أن إنضمام فيليب إلى ليون "سيحفّز آخرين مؤهلين للحذو حذوه". وكشف باولي الأب عن توقيع أتلتيكو قريباً عقد تعاون مع فريق دوكلا براغ التشيخي لتبادل اللاعبين والمدربين، وفي إطار تعزيز نشاط أتلتيكو الذي باتت فروعه الثلاثة تضم 700 لاعباً لمختلف الفئات العمرية. وكان فيليب تأقلم سريعاً مع أجواء النادي الفرنسي خلال المعسكرات التي شارك فيها وحيث توجد ثالث أهم أكاديمية كروية في العالم. ويعقد العزم على بذل قصاراه ليكون عند حسن ظن الجميع وعلى قدر ثقة القائمين على ناديي أتلتيكو وليون، وتشريف كرة القدم اللبنانية. يذكر أن باولي بدأ مسيرته الرياضية بمزاولة كرة السلة التي برع فيها والده، ثم تحوّل إلى كرة القدم إذ كان يمارسها مع أنداده الصغار في شوارع المنطقة حيث يسكن. وضمه والده الى أكاديمية أتلتيكو وكان يدربه جورج عبده ووسام خليل فتعلّم منهما فنون اللعبة، ولعب فترة مع فريق هوبس إنطلياس لكرة القدم (...). كما أن شقيقته أندريا بطلة مميزة في التايكواندو (وزن 57 كلع) وتحمل ألقاباً إقليمية وقارية، وتأهلت لخوض منافسات المسابقة في دورة لندن الأولمبية عام 2012.