خطوات راسخة أكدها نادي "أتليتكو سبورت كلوب" الحديث العهد في عالم كرة القدم اللبنانية، وتوّجها اليوم الخميس بتوقيع عقد شراكة مع نادي أولمبيك ليون بطل الدوري الفرنسي 7 مرات في المواسم الأخيرة. ويختلف هذا العقد عن غيره من إتفاقات الرعاية والتوأمة من ناحية "تصويبه تقنياً" ناحية الجيل الصاعد، لا سيما أن النادي يولي هذه الفئات العمرية عناية قصوى وهي الأولوية في إطار عمله. وقد وقّع العقد رئيس النادي روبير باولي والأمينة العامة لأولمبيك ليون جوسلين باغلياني بحضور رسمي ورياضي تقدمه الدكتور زياد منصور ممثلاً وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي، رئيس لجنة الشباب والرياضة البرلمانية النائب سيمون أبي رميا، رئيس اللجنة الأولمبية أنطوان شارتييه وأمين السر عزّت قريطم، مسؤولون في السفارة الفرنسية، ونائب رئيس اتحاد كرة القدم ريمون سمعان... ولفت باولي إلى أن البحث عن نادٍ أوروبي مناسب يجسّد "تطلعاتنا إستغرق أربع سنوات، والمفاوضات لبلوغ ما نحتفل به اليوم سنة ونصف السنة"، معتبراً ما تحقق "يوماً كبيراً لكرة القدم اللبنانية، لأن الهدف تخريج لاعبين لبنانين كبار على مستوى دولي، وهذا العقد جسر عبور متين نحو هذه الغاية وتحقيق الأحلام". وتبلغ مدة العقد سنتين، وستتضمن بدءاً من الثلثاء المقبل زيارات دورية لنخبة من المدربين في ليون لوضع أسس تدريبية ثم تقويمها تباعاً، بحيث يطبّق في أتلتيكو منهاجاً تدريبياً معتمداً في النادي الفرنسي. وسيشرف الخبراء الفرنسيون بداية على تدريب نظرائهم اللبنانيين في النادي الذي يتولى إدارته الفنية الألماني ثيو بوكر (مدرب منتخب لبنان ونادي العهد بطل الدوري والكأس) للسير في هذه المهمة. وتُرسل تقارير شهرية للجانب الفرنسي لمتابعة تطور الأمور وبلورتها. كما سيخضع 10 لاعبين من أتلتيكو لفترة تدريب مدتها أسبوع في ليون بمعدّل مرتين سنوياً. وكانت بوادر هذا الإحتكاك إنطلقت في نيسان (أبريل) الماضي عندما خضع 6 لاعبين من النادي برفقة بوكر لبرنامج مماثل في ليون. وكشف باولي عن إنشاء فرع لأتلتيكو في منطقة برج حمود (شمال بيروت) ينطلق نشاطه في 15 أيلول (سبتمبر) المقبل، وآخر في بيروت (في 15 تشرين الأول/ أكتوبر). كما سيبدأ العمل قريباً في المجمّع الخاص بالنادي في منطقة ضبيه (شمال بيروت) على أن يجهز في غضون 6 أشهر. ويتضمن ملعباً لكرة القدم بمواصفات قانونية وقاعة مقفلة تضم ملاعب لكرة الصالات "فوتسال" وكرة السلة، فضلاً عن مكاتب للنادي وقاعة للتربية البدنية ومرافق أخرى. من جهتها أبدت باغلياني سرورها بهذا العقد وفخرها بهذا التعاون، آملة بأن يلتحق لاعباً لبنانياً متخرجاً من أتلتيكو يتمتع بمستوى عالٍ من المهارات بصفوف أولمبيك ليون، "فيصبح رمزاً لهذا الثاء وهذا التنوّع". وشددت باغلياني على أن ما يجمع الطرفين هي القيم المشتركة التي تمثل هوية الناديين وهي أعمق من البعد القانوني المتمثل بالعقد. وقالت: "الهدف المشترك الذي نسعى إلى تحقيقه هو الاضطلاع بدور إجتماعي عبر تدريب اللاعبين الناشئين وفق أفضل الأسس... لأننا نسعى قبل بناء رياضيين رفيعي المستوى إلى جعل الناشئين الذين يحلمون بتحويل شغفهم إلى مهنة محترفة مواطنين يتمتعون بالقيم الرياضية الأساسية التي نثمّنها عالياً، وهي التضامن وروح النضال وبذل النفس وإحترام القواعد والآخرين والأخلاقيات الرياضية الحقيقية...". وزادت: "نحن نريد أن نكون قناة تنقل القيم الرياضية السامية بعيداً من الأضواء والإثارة الإعلامية والمالية التي تحيط باللعبة أحياناً وتساهم في بعض الطرائف. فبعيداً من عالم النجوم قد تبدو قيمنا وخطابنا أقل جاذبية لكننا مقتنعون بنبلها وفضيلتها. كما أننا مقتنعون بأن نجاحنا إنما هو مرتبط في شكل وثيق بنشر هذه القيم".