أكد أحد النشطاء البارزين في اعتصامات الموصل أن كثيرين من زملائه قرروا التخفي، خوفاً من تعرضهم للتصفية او لملاحقة الأجهزة الأمنية، مشيراً إلى أن محافظة نينوى لن تشهد استقراراً بعد أن قرر جزء من المتظاهرين حمل السلاح. وتحولت مناطق في جنوب الموصل إلى مسرح للاشتباكات بين مسلحين والقوى الأمنية، على خلفية أحداث الحويجة الشهر الماضي، وتراجعت حدة الاحتقان إثر لقاء المحافظ أثيل النجيفي وقادة العمليات الاسبوع الماضي والاتفاق على تعاون. وقال الناطق السابق باسم معتصمي الموصل غانم العابد المختفي عن الأنظار خشية الاعتقال، ل «الحياة» إن «قسماً من المتظاهرين قرروا العودة إلى بيوتهم، والآخرون، خصوصاً أبناء العشائر لن يتراجعوا أمام الاعتداءات التي تعرض لها أبرياء وانتزعت منهم اعترافات بالقوة وتوفي بعضهم تحت التعذيب. وقد أصبح هدفهم إسقاط الحكومة التي فشلت بكل المقاييس». ونفى التهم التي تساق ضد المتظاهرين « بأنهم سياسيون أو بعثيون أو طائفيون». ولفت الى ان «نصف الحكومة والقادة الأمنيين من البعثيين». وتساءل: «ما ذنب المستقل وسط هذه الاتهامات؟». وأكد ان «مسألة رفع العلم السابق، لم تكن مقصودة، وإنما من الصعب السيطرة على تظاهرة يشارك فيها الآلاف. في المقابل، كانت على الطرف الآخر تظاهرات رُفعت فيها أعلام البحرين، وتشاهد عشرات الصور للخميني، من دون أن يتحدث عنها أحد». وأوضح أن «الكثير من نشطاء التظاهرات يتعرضون الآن لمضايقات وملاحقات، وتتوافر معلومات عن محاولات لتصفيتهم، ما حدا بهم إلى التخفي، أو الابتعاد عن الأنظار». وتابع: «حاولوا اعتقالي، لكنني لم أكن في المنزل، ونحن الآن متوارون عن الأنظار». وانتقد «ازدواجية الحكومة، فهي تعلن الإفراج عن 135 معتقلاً، ثم تعتقل آخرين». كما اكد عدم ثقة الناس بالجهاز القضائي، «فالشعور السائد أنه مسيّس». وعن ركوب سياسيين موجة الاحتجاجات في المناطق السنّية، قال العابد ان «تظاهرات الموصل احتفظت باستقلاليتها ومدنيتها من خلال رفضها إشراك السياسيين، وطابعها كان يختلف بعض الشيء عن تظاهرات الأنبار التي كنا نشاهد في واجهاتها سياسيين وعلماء دين». وأشار الى ان «اعتصامات الموصل تمسكت بهذا الطابع مدة 120 يوماً، على رغم تعرضها لاعتداءات وحصار الشرطة والجيش وعلى رغم الاتهام بتلقي أموال». ولم يخف قلق المعتصمين من ان تتعرض ساحتهم للاقتحام وقال إن «الكل هنا بعد اقتحام الجيش ساحة معتصمي الحويجة، قلق من أن تكون الخطوة التالية في الموصل، وسيتعرض المتظاهرون إلى القتل. فالمحافظة عوقبت في اكثر من مناسبة، آخرها استفحال أزمة الوقود». وعن موقف المتظاهرين من الدعوة إلى إقامة الأقاليم، قال العابد إنهم «يرفضون المشروع من أساسه، وهم ليسوا مستعدين لتقسيم البلاد من أجل المالكي، ثم إن البلد عبارة عن فوضى سياسية ولا ضمانات لبقائه موحداً». وأضاف أن «الامتيازات التي منحت إلى كردستان، لن تتحقق للإقليم الجديد». وتساءل: «ماذا سيكون مصير السنّة في باقي مناطق البلاد. اعتقد بأن الحل الأمثل هو استقالة المالكي الذي بدأ يسيطر على كل صغيرة وكبيرة في البلد، ويسعى لتأسيس ديكتاتورية جديدة».