أكد مصدر حكومي عراقي مطلِّع ل «الحياة» أن المحادثات التي ستجرى مع ممثلي المتظاهرين لن تتم في مرقد العسكريين في سامراء. وجاءت تصريحات المصدر بعد يوم على رفض الوقف الشيعي إقامة المحادثات في مرقد الإمامين العسكريين في سامراء. وأعلن وكيل رئيس ديوان الوقف الشيعي المشرف العام على الروضة العسكرية سامي المسعودي خلال مؤتمر صحافي هذا الموقف لأن المكان «للعبادة وليس للسياسة». وأضاف أن «العتبات المقدسة والروضة العسكرية مكان للعبادة والصلاة والدعاء وليست مكاناً للمفاوضات والاجتماعات السياسية»، لافتاً إلى «وجود أماكن أخرى لهذه اللقاءات لكن العتبات المقدسة ووفق توجيهات المرجعية في النجف والوقف الشيعي مخصصة لاحتضان الزوار». إلى ذلك، قال عمار المنشدين وهو الناطق باسم الروضة العسكرية «لا نسمح بعقد صفقات سياسية في هذا المكان». وزاد أن «المرجعية تريد المحافظة على الطابع الديني للعتبات، وأي اجتماع فيها مرفوض وهذا من باب المصلحة العامة». وكان رجل الدين السني البارز عبد الملك السعدي أعلن قبل أيام «تشكيل لجنة النوايا الحسنة» للحوار مع الحكومة باسم المتظاهرين، مؤكداً أن تشكيلها يهدف إلى «حقن الدماء وسد الذريعة»، داعياً الحكومة إلى تشكيل لجنة ذات «صلاحَيات تستجيب لحقوق المُتظاهرين من دون تسويف ولا مماطلة»، ورشح ضريح الإمامين العسكريِيَنِ في سامراء للحوار. ويعتبر السعدي المرجع الروحي للمتظاهرين المناهضين للحكومة، ويحظى بقبول واسع في الأوساط السياسية الشيعية بوصفه معتدلاً. وأكد مصدر حكومي ل «الحياة» أن «السعدي حريص على وحدة الصف العراقي ويبذل جهوداً كبيرة في ذلك وقد تفهم الأسباب التي دفعت الوقف الشيعي إلى رفض اقتراحه». وأضافك «لدينا الكثير من المواقع والأماكن التي لها القدرة الاستيعابية والفنية لاحتضان الحوارات سواء كانت في بغداد أو في محافظات أخرى». وكان مسلحون يرتدون زي الشرطة ينتمون إلى تنظيم «التوحيد والجهاد» التابع ل «القاعدة» اقتحموا في شباط (فبراير) 2006 مرقد الإماميين العسكريين وقيدوا أفراد الحرس الخمسة وزرعوا عبوتين ناسفتين تحت قبة الضريح وفجروها. وبعد ساعات قليلة تجمع الآلاف من أهالي سامراء في الساحة المحيطة بالمرقد وحوله للاحتجاج على الاعتداء وهم يحملون عمامة الإمام علي الهادي وسيفه ودرعه التي كانت محفوظة في أحد سراديب المرقد، لتنطلق بعدها حرب طائفية في عموم مدن العراق استمرت أكثر من سنتين وحصدت عشرات آلاف القتلى ومئات آلاف الجرحى وما زالت تأثيراتها مستمرة حتى اليوم.