تحطمت أمس طائرة عسكرية يمنية، من نوع «سوخوي 22» فوق أحد الأحياء السكنية في العاصمة، ما أدى إلى مقتل قائدها، وإصابة أربعة أشخاص بجروح طفيفة بينهم امرأة، في ثالث حادث من نوعه تشهده صنعاء خلال أقل من ستة أشهر، وسط مطالب متزايدة للعسكريين اليمنيين لوقف خدمات هذه الطائرات التي صُنعت في سبعينات القرن الماضي. ولم تكشف السلطات سبب تحطم الطائرة التي قالت إنها كانت في مهمة تدريبية في أجواء محافظة مأرب (شرق صنعاء). لكن مصدراً عسكرياً في مكتب قائد القوات الجوية اليمنية، أكد ل «الحياة» أن لجنة تحقيق مشتركة تم تشكيلها للوقوف على الأسباب وسيتم الكشف عنها حال توافرها. وقال شهود عيان ل «الحياة» إن الطائرة سقطت في حي «بيت بوس» قرب شارع الخمسين جنوب صنعاء، في منطقة خالية تتوسط عدداً من المنازل المأهولة، مؤكدين أنهم شاهدوها تحترق في الجو قبل أن تسقط على الأرض محدثة انفجاراً مدوياً، تسبب، في تحطم زجاج نوافذ المنازل. وأوضح موقع وزارة الدفاع على الانترنت، أن الطائرة من نوع «سوخوي 22» روسية الصنع، مؤكداً مقتل طيارها النقيب هاني الأغبري، من دون سقوط ضحايا آخرين، وقال «إن سقوط الطائرة كان في منطقة خالية من السكان وأنه أدى إلى تهشم بعض نوافذ المنازل المجاورة لافتاً إلى أن سيارات الإسعاف والدفاع المدني هرعوا إلى مكان الحادث». وقال العقيد عبد الكريم معياد وكيل مصلحة الدفاع المدني «أن امرأة وثلاثة أشخاص آخرين أصيبوا في حادث سقوط الطائرة إصابات طفيفة وأنهم نقلوا إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج». ويُعتقد ان الحادث سيؤجج حالة السخط وسط سكان صنعاء التي كان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمر في وقت سابق، بمنع تدريبات الطيران في أجوائها ونقل العمليات إلى قاعدة العند الجوية (جنوب البلاد). وكانت طائرة عسكرية من الطراز نفسه، تحطمت فوق حي سكني بالقرب من جامعة صنعاء، في شباط (فبراير) الماضي، وأدى الحادث إلى مقتل قائدها و12 مدنياً، كما سقطت طائرة نقل عسكرية أخرى من طراز «انتينوف» في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي فوق سوق شعبية مهجورة في حي الحصبة وقتل في الحادث 10 عسكريين كانوا على متنها بينهم ضابطان من ذوي الرتب العالية في حين أسفرت عمليات التحقيق في الحادثين عن إلقاء اللوم على» الخلل الفني». وطالب عسكريون يمنيون، بوقف خدمة هذا النوع من الطائرات الروسية في اليمن، وقالوا» إن كثيراً من الدول التي كانت تستخدمها أخرجتها من الخدمة ولم تعد تعمل سوى في بعض دول أفريقيا وسورية واليمن» في حين قال آخرون إن عدم» الصيانة الجيدة هو السبب الرئيس وراء حوادث التحطم المتكررة للمقاتلة الروسية «سوخوي 22». على صعيد منفصل، أعلنت أحزاب «اللقاء المشترك» تعليق حضورها جلسات البرلمان اليمني، أول من أمس، حتى يتم انتخاب هيئة رئاسة جديدة للبرلمان، بالتزامن مع مغادرة مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر عائداً إلى نيويورك ليحيط مجلس الأمن الدولي بآخر المستجدات في مؤتمر الحوار الوطني الشامل المنعقد منذ آذار (مارس) كأهم خطوة في العملية الانتقالية التي تشهدها البلاد. وقالت أحزاب»المشترك» ذات الأقلية في البرلمان اليمني إن استمرار انعقاد مجلس النواب (البرلمان) بحضور نواب حزب المؤتمر الشعبي وحدهم (حزب الرئيسين السابق والحالي) «يفقده أي مشروعية لما سيصدر عنه»، معتبرة ان ذلك يتعارض مع «مضامين التوافق الوطني التي نصت عليها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية». واشترطت هذه الأحزاب الشريكة في نصف الحكومة اليمنية الحالية، لكي تعود مجدداً الى حضور الجلسات، انتخاب هيئة رئاسة جديدة للبرلمان بموجب نص اللائحة التنظيمية لعمل البرلمان.