جاءت تهنئة الرئيس الأميركي باراك أوباما للمسلمين مع هلال ليلة رمضان الأولى، لتكون تمرات الفطر التي روى المسلمون بها ظمأ 8 سنواتٍ عجاف في ثنائية العلاقة «الإسلامية - الأميركية» بعد أيلول (سبتمبر) 2001، والتي رأى الطرفان أنفسهما فيها على جوانب خنادق الصراع، وفي صور حروب الاستنزاف وصداع التوتر. بدا أوباما في كلمته الرمضانية قريباً من المسلمين على «الطريقة الشعبية»، يتلو عليهم الآية الأولى في القرآن الكريم «اقرأ»، ويهنئهم بالعبارة العربية التقليدية «رمضان كريم»، ويذكرهم كواعظ مسلم بأن «رمضان هو شهر للاحتفال وتجمع الأسر وتشاطر وجبات الإفطار، كما هو شهر للتقوى والتأمل والصوم طوال النهار، وتأدية صلاة التراويح في الليل، وتلاوة القرآن والاستماع إليه». وبعيداً عن لغة «السياسي-الأكاديمي-المحامي» التي بدا عليها في القاهرة في حزيران (يونيو) الماضي، جدد الرئيس الأميركي في كلمته الدعوة إلى بداية جديدة بين الإسلام وأميركا، تُقدم فيها قيمة المصالح المشتركة، وتتواصل فيها جهود الإصغاء والتعلم بين الطرفين، والاحترام المتبادل، انطلاقاً من أرضيات مشتركة. وقدم باراك أوباما الوصفة الأميركية لحل مشكلة التأزم بين الطرفين: «طقوس هذا الشهر تذكرنا بدور الإسلام في نشر العدالة والتقدم والتسامح واحترام حقوق الإنسان»، منطلقاً من الأرضية المشتركة التي دعا إليها، وفي رسالة مفادها «هذا ما يفهمه الأميركيون من (تعالوا إلى كلمة سواء)». وعاد الرئيس أوباما في كلمته، التي امتدت 5 دقائق، لبث الارتياح على خريطة العالم الإسلامي، بالتأكيد على التزام بلاده ببناء عالم أكثر سلاماً وأمناً، من خلال حزمة أفعال كانت أسماء دول في العالم الإسلامي هي الرابط المشترك بينها: «نتحمل مسؤوليتنا في إنهاء الحرب في العراق بطريقة مسؤولة وعزل الجماعات المتطرفة التي تتخذ العنف وسيلة لإرهاب المدنيين في أماكن مثل أفغانستان وباكستان»، مجدداً دعم حل الدولتين «فلسطين» و«إسرائيل». ختم أوباما كلمته، تاركاً الباب مفتوحاً للعالم الإسلامي، على ذكرى جديدة لأحداث 11 أيلول (سبتمبر)، ليقدم وصفته الخاصة بالمبادئ المشتركة بين أميركا والإسلام من منظور إسلامي، وليضيفها على قائمة «العدالة» و»التقدم» و«التسامح» و«حقوق الإنسان»، في صورة يبدو فيها المسلمون بحاجة إلى الوصول أولاً إلى مفردات «الوصفة الأوبامية» قبل التفكير في التحدث عن رؤيتهم.