علمت «الحياة» من مصادر موثوق فيها أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي سيبدأ زيارة لطهران بعد غدٍ الإثنين، هي الأولى بعد توليه منصبه. ويتوقع أن يلتقي مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي لاستعراض المساهمة الإيرانية في الحرب على «داعش». (للمزيد) وقال مصدر في السفارة العراقية في طهران ل «الحياة» إن زيارة العبادي «مهمة لجهة تنسيق المواقف بين البلدين، خصوصاً في ما يتعلق بنشاط الحركات الإرهابية، والدور الذي تلعبه إيران في مواجهته». في بغداد، تضاربت المعلومات عن هدف الزيارة، وأفاد أحد المسؤولين في «التحالف الوطني» الشيعي «الحياة» بأن العبادي «سيحضّ المسؤولين الإيرانيين كي يضغطوا على قادة التحالف لسحب ترشيح رئيس منظمة بدر هادي العامري لحقيبة الداخلية، ومنحه فرصة اختيار الشخصية التي يراها مناسبة لهذا الموقع، خصوصاً إذا فشل، خلال جلسة البرلمان اليوم، في إسنادها إلى واحد ممن اختارهم». أمنياً بدأت القوات العراقية حملة لتحرير شمال تكريت من سيطرة «داعش»، وتقدمت في اتجاه بيجي، بمساندة مسلحي العشائر، وغطاء جوي أمّنته طائرات التحالف الدولي. وكان العبادي فشل الشهر الماضي في تمرير ترشيح رياض غريب من «دولة القانون» للداخلية، وجابر الجابري، من «اتحاد القوى الوطنية» السنية، لوزارة الدفاع، اللذين لم يحظيا بثقة البرلمان. واتهم المصدر رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بتزعم تحالف داخل ائتلافه ونواب من منظمة بدر بالإصرار على تولي العامري الداخلية لعرقلة جهوده في استكمال تشكيلته الوزارية» وأضاف «لم يتوقف المالكي عند هذا الحد، بل ذهب إلى تحريض آخرين من الائتلاف الوطني (شريك دولة القانون في التحالف الشيعي) بزعامة عمار الحكيم على عدم منح العبادي حريّة الترشيح على هواه». وقال مصدر آخر من «دولة القانون» في تصريح إلى «الحياة» إن «زيارة العبادي طهران مخطط لها، في إطار برنامج، يشمل دولاً عربية، للانفتاح على المحيط. إلى ذلك، أفادت معلومات حصلت عليها «الحياة» بأن اجتماعاً رباعياً عقده العبادي الليلة قبل الماضية ضم العامري ووزير البلديات عبد الكريم الأنصاري، ووزير التعليم العالي حسين الشهرستاني، فشل في الاتفاق على مرشح لحقيبة الداخلية بسبب اصرار منظمة «بدر على توليها. وطالب العبادي البرلمان، الخميس الماضي، بمنحه مهلة 24 ساعة (تنتهي اليوم) لتقديم مرشحيه إلى الوزارات الأمنية. ونفى النائب عن كتلة «بدر» رزاق محيبس، أمس تقارير عن توافق على شخصية من المنظمة لشغل المنصب، مشيراً إلى أن كتلته «لم ترشح أي شخص آخر غير العامري». واعتبر «ما تناقلته وسائل الإعلام عن ترشيح النائب محمد الغبان غير صحيح». وتناقلت وسائل إعلام محلية معلومات عن تصدّر النائب أحمد الجلبي قائمة المرشحين لحقيبة الداخلية، في وقت برز رئيس البرلمان السابق النائب حاجم الحسني منافساً قوياً لتولي حقيبة الدفاع. من جهة أخرى، أفادت مصادر إيرانية بأن العبادي سيصطحب معه إلى طهران وزراء النفط والاقتصاد والتجارة. ويرتبط العراقوإيران بعلاقات تجارية واقتصادية، خصوصاً في مجال الخدمات الهندسيّة والفنيّة، وتعمل الشركات الإيرانية في مجال البناء والطرق والجسور وخطوط نقل الغاز. وبلغ معدل التبادل التجاري بين البلدين 4 بلايين و200 مليون دولار خلال العام الحالي. أمنياً، نقلت وكالة «فرانس برس» عن المحافظ رائد إبراهيم الجبوري قوله: «بدأنا بتنفيذ عملية لتحرير مناطق شمال تكريت، بمشاركة قيادة عمليات صلاح الدين وطيران الجيش العراقي والطيران الأميركي». وأضاف أن «القوات تواصل تقدمها بمساندة جوية، ويجري حالياً تحرير منطقة الحمرة المجاورة لقاعدة سبايكر» إلى الشمال من تكريت (160 كلم شمال بغداد). وأكد ضابط برتبة مقدم من «عمليات صلاح الدين» أن «الجيش استطاع، بدعم قدّمته طائرات دول التحالف، التقدم وتحرير قرى الصقور وحماد شهاب والمحزم ومواصلة التقدم باتجاه قضاء بيجي».