أكدت مصادر بارزة في «أوبك» أن المنظمة لن تعقد اجتماعاً طارئاً لوزراء النفط في دولها الأعضاء للبحث في تراجع أسعار النفط لأن الوقت لعقد الاجتماع العادي الشهر المقبل «قريب جداً» ولأن تراجع الأسعار سببه تباطؤ اقتصاد أوروبا ومنطقة اليورو، وزيادة العرض النفطي، وتصدير الولاياتالمتحدة المكثفات إلى كندا، فيما بلغ الإنتاج الأميركي ثمانية إلى تسعة ملايين برميل يومياً، ما يتيح لهذا الإنتاج ان يغني عن بعض الصادرات النفطية، خصوصاً الخفيفة، من دول أفريقيا الشمالية والغربية مثل الجزائر وليبيا ونيجيريا التي أصبحت توجه نفطها إلى آسيا، إلى جانب نفوط أخرى من الشرق الأوسط. وطلبت فنزويلا اجتماعا طارئاً ل «أوبك» قبل الاجتماع الوزاري المتوقع في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) في فيينا للبحث في تراجع أسعار النفط. ولفتت المصادر إلى ان السعودية مستمرة في تلبية طلبات زبائنها وبالمستوى الذي يطلبونه فهي أنتجت في أيلول (سبتمبر) 9.7 مليون برميل يومياً وبلغ مستوى تصديرها 9.3 مليون. وتستهلك المملكة عادة كمية كبيرة من نفطها في الصيف وينخفض هذا الاستهلاك بعد انقضاء الصيف، ما يعني واقعياً بعض الانخفاض في الإنتاج. وشددت المصادر على أن سعراً يقل عن 90 دولاراً يضغط على الشركات المنتجة للنفط الصخري في الولاياتالمتحدة لأنه لن يعود مربحاً لهذه الشركات. وقال إبراهيم مهنا، مستشار وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي، في محاضرة ألقاها في البحرين: «هناك تقديرات مختلفة لكلفة إنتاج النفط الصخري أدناها 50 دولاراً للبرميل وأعلاها مئة دولار، ما يعني أن سعر النفط لن يقل عن 90 دولاراً للبرميل، ولو حصل ذلك لأي سبب، سيكون لوقت قصير قبل ان يعود إلى مستوى 100 دولار». لكن مصادر في الصناعة النفطية تؤكد بدء مرحلة لن تعود أسعار النفط فيها إلى 115 أو 120 دولاراً للبرميل. وقالت المصادر البارزة في «أوبك» ان طلب فنزويلا لعقد مؤتمر غير مبرر فمعظم دول «أوبك» لا تنتج وفق حصصها، وهناك تساؤل حول مستوى إنتاج فنزويلا المقدر ب 2.7 مليون برميل يومياً بعدما اشترت نفطاً من الجزائر الشهر الماضي ثم اشترت هذا الأسبوع نفطاً من روسيا ما يشير إلى ان ليس في إمكانها الإنتاج بالمستوى العادي. وقدّرت مصادر الصناعة النفطية ان إنتاج العراق بلغ 3.2 مليون برميل يومياً والتصدير من الجنوب بلغ 2.5 مليون ومن الشمال 250 ألفاً. ونفت مصادر «أوبك» ومصادر الصناعة النفطية حصول تخفيضات لأسعار النفط السعودي، وقالت ان الدول المنتجة في المنطقة تنتظر تحديد السعودية أسعارها لتضع هي أسعارها اعتماداً على الفروق في السعر مع النفط السعودي، وهذا يصح للكويت وإيران والعراق. وقالت مصادر الصناعة إن النفوط الخفيفة لدول أفريقيا الشمالية والغربية تُعرَض بتخفيضات في أسواق آسيا لتنافس بقية نفوط الشرق الأوسط التي تباع تقليدياً في أسواق آسيا. واعتبرت مصادر «أوبك» أن ما يصدر من تأويلات حول اتفاق أميركي - سعودي لفرض خفض في أسعار النفط الروسي والإيراني هي «اختراعات سخيفة»، خصوصاً أن الولاياتالمتحدة لم تتعاون يوماً مع السعودية حول الأسعار عندما بلغت مستويات مرتفعة فاقت 110 دولارات للبرميل وكان ذلك في 2011. وشددت على أن ما يحدث حالياً في الأسعار هو فقط قضية عرض وطلب، وموقف السعودية لا يزال على ما هو، أي تزويد الزبائن بما يطلبون من النفط، وتقع على عاتق كل أعضاء «أوبك» مسؤولية مشتركة لاستقرار السوق النفطية. إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني قوله ان بلاده تنتج أكثر من 800 ألف برميل نفط يومياً، مشدداً على ان حكومته تسيطر على إيرادات ليبيا من النفط. وتواجه حكومة الثني جماعة مسلحة سيطرت على العاصمة طرابلس وشكلت حكومة منافسة هناك. وأعلنت شركة «غازبروم نفت»، رابع كبرى شركات النفط في روسيا لجهة الإنتاج، أنها لا تتوقع ان يستمر انخفاض أسعار الخام لفترة طويلة وأن تعود الأسعار إلى مستوى 95 - 110 دولارات للبرميل. وارتفع سعر خام «برنت» أكثر من دولار إلى نحو 87 دولاراً للبرميل متعافياً من أدنى مستوياته في نحو أربع سنوات مع عودة المستثمرين للشراء في السوق التي شهدت تراجعاً حاداً في الأسعار وفي ظل القتال الدائر في العراق الذي زاد من الأخطار السياسية. وخسر «برنت» أكثر من 20 في المئة من قيمته منذ حزيران (يونيو) بفعل وفرة المعروض وبوادر على ضعف نمو الطلب العالمي ومؤشرات إلى عدم رغبة منتجي النفط الرئيسيين في التدخل لدعم الأسعار. وصعد سعر «برنت» في عقود كانون الأول (ديسمبر) 1.52 دولار إلى 87.34 دولار للبرميل قبل ان يتراجع إلى نحو 86.80 دولار للبرميل لكنه بقي متجهاً إلى تكبد رابع خسائره الأسبوعية على التوالي. وانتهى تداول عقود تشرين الثاني (نوفمبر) أول من أمس. وارتفع سعر الخام الأميركي في عقود تشرين الثاني 1.05 دولار إلى 83.75 دولار للبرميل واتجه إلى تسجيل ثالث هبوط أسبوعي له. وبلغت فروق الأسعار الفورية لخامات الشرق الأوسط في شحنات تحميل كانون الأول أعلى مستوياتها في أشهر مدعومة بطلب قوي من شركة «تشاينا أويل». وقال متعاملون ان «تشاينا أويل»، الذراع التجارية لشركة «بتروتشاينا»، اشترت 16.5 مليون برميل من الخام منذ بداية الشهر على منصة تداول تديرها وكالة «بلاتس» لرصد الأسعار.