كشف المدير العام للمركز الوطني لرصد الزلازل والبراكين التابع لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية المهندس هاني زهران عن تعاون علمي مشترك مع الهيئة الفيديرالية بالولايات المتحدة الأميركية، إذ سيتم العمل على إجراء درس للسيناريوهات المتوقعة للخسائر في الممتلكات والأرواح، في حال حدوث زلازل مشابهة لزلزال حقل عام1995، تشمل مناطق عدة شمال غربي السعودية، وجنوب غربي تبوك على الصدع الذي يأخذ اتجاه (شمال غربي-جنوب شرقي)، وكذلك الحرة البركانية. وأشار المهندس زهران إلى أنه تم فعلياً تقويم الخسائر المتوقعة في الممتلكات والأرواح في المدن التي تمت دراستها، وتم إعداد تقرير علمي متكامل بالتوصيات وأرسل إلى الجهات ذات الاختصاص. وأوضح أن الهيئة تنفذ دراسات مفصلة عن النشاط الزلزالي والبركاني في السعودية، تتمثل في تقويم المخاطر الزلزالية عبر كوادر علمية تعمل في الهيئة، وكذلك من خلال التعاون العلمي المشترك مع الجهات الدولية المتخصصة ذات العلاقة، منها دراسة متكاملة عن النشاط الزلزالي والبركاني الذي حدث في عام 2009 في حرة الشاقة، إذ تم إرسال العديد من الفرق الفنية لمراقبة ودرس كافة المتغيرات المصاحبة للنشاط البركاني والزلزالي في الحرة. وبيّن أنه تم إنشاء العديد من الشبكات لرصد هذه الظواهر منها شبكة محلية لمراقبة ورصد النشاط الزلزالي، شبكة جيوديسية لقياس تشوهات الكرة الأرضية، وشبكة لقياس عجلة التسارع الأرضية وشبكة لقياس الغازات. ولفت إلى أن الهيئة نفذت درساً علمياً دقيقاً بالتعاون مع المركز الدولي للطبيعة النظرية بمدينة تريستا بإيطاليا لاستنباط نموذج ثلاثي الأبعاد للتراكيب الصخرية بالدرع العربي باستخدام تقنية الشوشرة السيزمية، وباستخدام بيانات محطات الشبكة الوطنية للزلازل على مدار تسعة أشهر متصلة من أجل الحصول على معلومات عن التراكيب تحت السطحية للقشرة الأرضية في الدرع العربي، وذلك من خلال الحصول أولاً على خرائط الموجات السطحية ثنائية الأبعاد، ومن ثم تحويلها إلى خرائط موجات القص ثلاثية الأبعاد لاستنتاج التركيب الصخري وجيولوجية وبنائية منطقة الدرع العربي. وأضاف أنه تم إجراء الربط المكاني بين سرعات القص المستنبطة وجيولوجية الدرع العربي، وذلك لتفسير أسباب وجود قيم عالية السرعات لموجات القص في بعض الأماكن عند أعماق تبدأ من 2 كيلومتر وتصل إلى 40 كيلومتراً، وجار إعداد ورقة علمية لنشرها في إحدى الدوريات العلمية المتخصصة. وزاد: «إن الهيئة تقوم حالياً بالتعاون مع مصلحة المساحة الجيولوجية الأميركية بدرس المخاطر الزلزالية والبركانية في شمال حرة رهاط بالمدينة المنورة، وذلك بسبب أهميتها الدينية للمسلمين في أنحاء العالم كافة»، مشيراً إلى أن هذا المشروع مستمر لمدة خمسة أعوام، وسيتم إعداد تقرير علمي تفصيلي ومتكامل وإرساله إلى المقام الملكي والجهات ذات العلاقة، ومن ثم سيتم نشر ورقة علمية في الدوريات العلمية الدولية بهذا الخصوص، كما سيتم تقويم المخاطر الزلزالية بالمنطقة الجنوبية الغربية بالمملكة في شكل عام ومدينة جازان في شكل خاص.