دفعت «حفلات التفحيط» المتكررة، التي تشهدها أحياء عدة في محافظة القطيف، عدداً من قاطنيها، إلى هجرانها، لحين انفضاض جمع الشبان المفحطين. وأبدت عوائل، مخاوف من تعرضهم إلى «أذى»، في حال فقدان أحد السائقين المفحطين السيطرة على مركبته، ما قد يؤدي إلى ارتطامه بالمنازل المجاورة، التي لا تبعد عن أماكن ممارسة التفحيط سوى أمتار، لا تتجاوز العشرة. وتنتشر الروائح «الكريهة» المنبعثة من الإطارات، في الأحياء التي تشهد حفلات التفحيط. فيما يتم إغلاق الشوارع، التي تكتظ بالمتجمهرين لمشاهدة عروض التفحيط. فيما جدد الأهالي مطالباتهم، بضرورة «تدخل الجهات الأمنية، لفض هذه التجمعات، التي باتت تهدد السلم الأهلي»، بحسب قولهم، لافتين إلى نجاة عدد من المتجمهرين من حوادث الدهس، نتيجة «تهور المفحطين». وأبدى الأهالي انزعاجهم «الشديد»، من تواصل حفلات التفحيط، التي أقيم آخرها في حي التركية، وتحديداً في شارع عمار بن ياسر، حين احتشد مئات المشاهدين، بعد أن أوقفوا مركباتهم على جوانب الطريق، ما ساهم في «شلل الحركة المرورية، إضافة إلى الأعداد الكبيرة من المتجمهرين، وبينهم عدد كبير من الأطفال والمراهقين، ما يهدد حياتهم، وحياة الأهالي بالخطر» بحسب قول منير محمد، الذي يقطن في الحي. وأوضح أن «مساحات الشوارع الكبيرة، تغري الشبان بممارسة هذه الهواية، في ظل غياب الجهات الأمنية، أو وصولها في اللحظات الأخيرة لهذه الحفلات الغريبة». وقامت بلدية محافظة القطيف، بوضع 12 مطباً اصطناعياً في المنطقة التي يمارس فيها التفحيط، ونجحت في الحد منه. بيد أنه تمت إزالتها قبل نحو عام، بعد مطالبات أهلية بإزالتها، «لإعاقتها الحركة المرورية»، لتعود حفلات التفحيط بكثافة. وأدت إلى إغلاق بعض المحال التجارية مبكراً، خوفاً من أي تصرفات فردية أو جماعية من قبل المتجمهرين، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة «غياباً أمنياً ملحوظاً» بحسب الأهالي. وقال حسين السعيد، الذي يقع منزله على بعد أمتار من مكان ممارسة التفحيط: «إن هذه العادة الأسبوعية، التي تتركز في شارع عمار بن ياسر في حي التركية، يحتشد فيها المئات من الشبان، من مختلف محافظات المنطقة الشرقية. فيما لم نجد أي حل لها، خصوصاً أن الجهات الأمنية لم تعد تكترث بمطالبات الأهالي، ولا بشكواهم المتكررة من إزعاج المفحطين». وأضاف السعيد، «مارس الشبان هذه الهواية الغريبة الأسبوع الماضي، ما دفعني إلى الهرب مع عائلتي من المنزل، خوفاً من تعرضنا إلى أي أذى، خصوصاً أن روائح احتراق إطارات السيارات تكاد تخنقنا، إضافة إلى الأصوات المزعجة، وغلق الشوارع الرئيسة والفرعية، نتيجة تجمهر المئات من الشبان». فيما شكا عبدالله آل طلاق، من «تساهل الجهات الأمنية مع المفحطين»، مشيراً إلى أن هذه التجمعات «لم تكن وليدة اليوم، فهي عادة، دأب عليها هواة التفحيط منذ فترة طويلة. ولم تتدخل الجهات الأمنية لإيجاد حلول لها، على رغم التعليمات الصارمة والحوادث المؤسفة التي راح ضحيتها أبرياء»، مطالباً الأجهزة الأمنية والمجلسين المحلي والبلدي، بضرورة «إيجاد حلول واقعية، وليس مجرد اقتراحات، لا طائل منها». وأوضح آل طلاق، أن «الآثار التي يتركها المفحطون والمتجمهرون بعد نهاية هذه الحفلات المأساوية، كفيلة بإيضاح حجم المعاناة التي يتكبدها أهالي المنطقة، خصوصاً أن الروائح وبقايا الإطارات وانتشار أوساخ المتجمهرين تبقى على مدار أيام، من دون أي تدخل، حتى من البلدية».