واصل الأردن أمس تصعيده ضد إسرائيل، ودعا إلى اجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية لمواجهة «الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة بحق المسجد الأقصى والمدينة المقدسة»، على ما أفادت مذكرة أردنية تبنتها الحكومة. ولم تمض ساعات حتى أعلنت الأمانة العامة لدى الجامعة أنه تقرر «عقد اجتماع غير عادي للمجلس على مستوى المندوبين الأحد المقبل»، فيما أسف الرئيس شمعون بيريز على تصويت البرلمان الأردني بطرد السفير الإسرائيلي لدى عمان، قائلاً إن السلام مع الأردن «عزيز على إسرائيل كالقدس تماماً». وأكد الأردن في مذكرته أن الاعتداءات الإسرائيلية «تأتي في إطار سلسلة الاعتداءات المتكررة والمدانة بحق المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف والقدسالشرقية». ووصف الاعتداءات بأنها «انتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي، والقانون الإنساني الدولي، وإخلال صارخ بواجبات إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال العسكري للقدس الشرقية». وجاء في المذكرة أن الطلب الأردني «يأتي تأييداً للطلب الذي قدمته دولة فلسطين لعقد هذا الاجتماع المهم». وتعترف إسرائيل التي وقعت عام 1994 معاهدة سلام مع الأردن، بإشراف المملكة الأردنية على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس. وأعلنت الأمانة العامة للجامعة العربية أنه «بناء على طلب الأردن وفلسطين، تقرر عقد اجتماع غير عادي لمندوبي الجامعة الأحد المقبل، لبحث الاعتداءات الإسرائيلية». وقالت إن مجلس الجامعة «سيناقش الخطوات التي يجب اتخاذها في ضوء تصاعد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، واستباحتها ومنع حرية العبادة فيها». وكان وزير الخارجية الأردني بالوكالة وزير الداخلية حسين المجالي استدعى مساء الأربعاء السفير الإسرائيلي في عمان، وأبلغه «رفض المملكة وإدانتها اقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين ساحات الأقصى». واعتبر في رسالة سلمها للمسؤول الإسرائيلي، أن استمرار «اعتداءات المستوطنين الممنهج على الأماكن المقدسة يبيت نية تهدف لإذكاء العنف والتوتر في المنطقة وإجهاض جهود السلام «. وفي أول رد رسمي على قرار البرلمان الأردني بطرد السفير الإسرائيلي من عمان، قال بيريز في تصريحات سعت إلى احتواء الموقف إن السلام مع الأردن «عزيز على إسرائيل كالقدس تماماً»، فيما وصف وزير خارجيته زئيف ألكين قرار البرلمان الأردني بأنه «مؤسف». وقال في تصريحات إلى الإذاعة الإسرائيلية أمس إن دعوة النواب الأردنيين «ليست سوى مبادرة خطابية فقط ... قرار الطرد لا يعتمد إلا على السلطة التنفيذية، والبرلمان الأردني معاد لنا». لكن الديبلوماسي الإسرائيلي بوعاز بسموت الذي عمل سفيراً لإسرائيل في دول عدة منها موريتانيا، سارع إلى التهكم على المشرعين الأردنيين، قائلاً إن قرارهم «لا قيمة له». وأضاف في مقال نشرته صحيفة «إسرائيل اليوم» أن وظيفة البرلمان في النظام السياسي الأردني «تتمثل بتنفيس غضب الشارع». وكان البرلمان الأردني صوت بالإجماع على طرد السفير الإسرائيلي دانييل نافو من عمان واستدعاء السفير الأردني وليد عبيدات، وإعادة النظر باتفاق السلام مع إسرائيل. وقال النائب خليل عطية إن البرلمان «سيعقد جلسة أخرى الأحد المقبل بهذا الخصوص، ولن يتراجع عن مطالبة الحكومة بطرد السفير الإسرائيلي من عمان». وكان لافتاً أن النائب رائد الخلايلة طالب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بإعلان «الحرب على إسرائيل»، فيما طالبت النائب نعايم العجارمة بإعلان «الجهاد». وأطلق النائب محمد القطاطشة تصريحاً نادراً قال فيه إن الاعتداء الإسرائيلي على المقدسات «يعتبر اعتداء على كرامة الأردنيين وكرامة العائلة المالكة». ويعتبر تحرك النواب الأردنيين في هذا الشأن، الأبرز منذ توقيع الملك عبدالله الثاني والرئيس محمود عباس «اتفاقية الدفاع عن القدس» نهاية آذار (مارس) الماضي، والتي منحت الملك «حق الولاية العامة» للدفاع عن المدينة المقدسة. وكان متظاهرون أردنيون حاولوا فجر أمس اقتحام السفارة الإسرائيلية غربي عمان، لكن قوات الشرطة المزودة أدوات مكافحة الشغب، حالت دون ذلك. وشهد مقر السفارة طيلة أمس حراسة أمنية مشددة بعد أن ندد المتظاهرون أمامها باتفاقية السلام، وأحرقوا الأعلام الإسرائيلية.