أطلت الممثلة والمخرجة نضال الأشقر على خشبة مسرح المدينة وإلى جانبها الروائية حنان الشيخ في أمسية قدمتا خلالها قراءات من كتاب «صاحبة الدار شهرزاد» الذي كانت الشيخ ألفته بالعربية ونقل إلى الإنكليزية وقدم سابقاً كعرض مسرحي في لندن. وفي النسخة المقتبسة من الحكايات العالمية «ألف ليلة وليلة»، تمنح الشيخ شخصية شهرزاد تفاصيلَ جديدةً في جوها الدرامي العام، مضيفةً مغامرات تُعري حقيقة الميل الجنسي البشري، بأسلوب تهكمي. وتركز على كشف سر الملك شهريار، في قراره قتْل امرأة كل ليلة، بعد مضاجعتها. وشاءت نضال الأشقر بصفتها مخرجة القراءات الممسرحة اعتماد التنويعات النصية من السرد والوصف والحوار، إضافة إلى مواكبة موسيقية للحدث الحكائي. إنها قصص ذكية وشاعرية وعنيفة ومثيرة في آن واحد، تقصّها شهرزاد على الملك شهريار تحت وطأة الرعب والقلق من تنفيذه بها حكم الإعدام، بيد الوزير مطلع الصباح. تخفي شهرزاد، أختها، تحت السرير الذي تمر فوقه الليالي والقصص، إلا أنها تنجح في جعل الملك ينام، ويسهو عن ماضيه. يتلخص الماضي عند شهريار في أن أخاه أعلمه بخيانة زوجته له مع الخادم علناً أمام بقية الخدم، ويدفعه الوصف الإروتيكي لما اقترفته الزوجة إلى جريمة قطع رأسها مع مجموعة من الخدم والجواري، ليصبح الملك القاتل وأسير الفتيات العذراوات. يفضح النص عالماً من الهواجس قد يكون غير قائم، أو سرياً أو مستحيلاً في واقعيته، وترافقت القراءات مع رسوم حروفية لهدهد أو طاووس أو أشكال أخرى نباتية، وشرقية الطابع. تترك شهرزاد الملك متشوقاً عند الصباح إلى ليلة جديدة أخرى، لكنها تقص عليه حكايات أكثر فظاعة من الماضي الذي يهرب منه، وإحدى الحكايات تركز على حمّال مطيع، يلحق بسيدة تتبضع تموراً وبخوراً وبضائع من الشرق الساحر، إلى أن يصل مع السيدة بيتاً تسكن فيه مع صديقتين لها، ويبدأ معهن طقساً خلاعياً. يركز الحوار على تسميات عدة، لمناطق حميمة من أجسادهن ومن جسده، إنه لعب سردي جنسي، فيه مسرحة متخيلة للقصص المتتابعة، و «الكلام المباح»، وهوامات الشخصيات، التي غاصت جميعها في عالم من الملذات والمكامن الدونية للأجساد. وكعادتها نجحت المخرجة نضال الأشقر في مسرحة القراءة وفي محاورة شهرزاد في عرض يجمع بين القراءة والمسرحة المشهدية. والعرض مدرج في برنامج «هاي فستيفال» العالمي الذي يقام في بيروت.