على رغم ما يعانيه سكان عددٍ من أحياء شرق الرياض من وجود مكب النفايات في حي السلي، إلا أن هناك من يبحث عن قوت يومه من طريق الدخول متسللاً إلى هذا المكب، والبحث عن القطع البلاستيكية أو الحديدية لبيعها في الأسواق السوداء المخصصة لذلك. وربما أكبر دلالة على حال التذمر التي يعيشها سكان شرق الرياض، قصة أحد المواطنين الذي قرر وضع لوحة على منزله تتضمن عبارة «للبيع» بسبب الروائح الكريهة التي يتعرض لها برفقة أسرته. ولا تتوقف القصة عند هذا الحد، بل إن سكان أحياء السلي، السعادة، والفيحاء وغيرها في شرق العاصمة، يعانون جرّاء الروائح المنبعثة بسبب تجميع النفايات أو حرقها في المكب المخصص لذلك، والذي لا يبعد عن المنطقة العمرانية إلا كيلومترات معدودة. ورصدت «الحياة» في جولة ميدانية على موقع المكب كمية الروائح المنبعثة منه، بحيث لا يمكن الاقتراب منه، إذ التقت في الطريق وافداً عربياً يدعى محمد نخلي، الذي ذكر أنه قادم من إحدى المحافظات القريبة من الرياض في إجازة مدة أسبوعين يبحث خلالها عن التقاط رزقه من هذا المكب - على حد وصفه - بجمع القطع البلاستيكية وبيعها في السوق السوداء المخصصة لها. وأشار نخلي القادم من وادي الدواسر، إلى أن أبناء جلدته نصحوه بالقدوم إلى الرياض، والعمل في المكب خلال هذه الفترة بحثاً عن مصدر رزق إضافي. وعن كيفية الدخول إلى المكب الذي تحيط به الأسوار من جميع الجهات، أشار إلى أنهم يقومون بقفز السور والتعاون في ما بينهم بحملها إلى خارج المكب. وعلى الطرف الآخر، يقول طلال الدغفلي، وهو أحد سكان حي السلي القريب من مكب النفايات، إن المكب أمرٌ مزعج لسكان الأحياء القريبة منه، إذ إن فترة المساء تنبعث منه روائح مزعجة يتأذى منها سكان الأحياء القريبة منه، مشيراً إلى أنه خلال هذه الفترة قلّت حدة الروائح عن الفترات السابقة على رغم بقائها. وأفاد بأن هناك خطراً آخر يتمثل في الطريق المؤدي إلى المكب بتهور سائقي الشاحنات المتجهة إليه وسوء أرضية الطريق وازدحامه. وحاولت «الحياة» الاستفسار من أمانة الرياض عن الحلول الواجب توافرها لحل مشكلة سكان الأحياء المجاورة للمكب، بيد أنها لم تتجاوب مع الاتصالات المتكررة. يذكر أن أمانة الرياض أكّدت في تصريح صحافي سابق، أنه تم تنفيذ برنامج تقني متطور لسحب «غاز الميثان» الصادر عن مكب النفايات احترازياً، ونقله إلى مكان آخر جديد داخل المكب من دون انتظار امتلاء المكان الحالي في المكب، كما تعمل الأمانة على معالجة النفايات في المكب وفق المواصفات العالمية والنظامية الموجهة لأمانة المنطقة من وزارة البلديات تجاه الكبس والحرق للغاز الصادر عنها، وأشار التصريح إلى أنه وبعد رصد ميداني اتضح أن مصدر الروائح ومنبعها ليست بسبب المكب، بل بوجود أكثر من 4 آلاف مصنع، وقيام بعض صهاريج الصرف الصحي المخالفة وغير المرخص لها بتصنيع أدوات بلاستيكية.