أكدت رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن التوصل إلى اتفاق في شأن التعويض للضحايا الأتراك جراء الهجوم الإسرائيلي على سفينة «مافي مرمرة» ضمن «أسطول الحرية» للمساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة نهاية أيار (مايو) 2010 متوقع «في القريب العاجل» بعد تحقيق تقدم في الاجتماع بين مسؤولين من البلدين. وأعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في بيان مساء الاثنين أن «اللقاء كان إيجابياً (...) الفريقان توصلا إلى مشروع (اتفاق)، لكن لا يزال هناك حاجة لإيضاحات في شأن بعض المواضيع. الجانبان يتوقعان التوصل إلى اتفاق في القريب العاجل». ولم يقدم البيان تفاصيل إضافية حول مضمون المحادثات. واللقاء الذي عقد في وزارة الخارجية الإسرائيلية هو أول زيارة لديبلوماسيين أتراك إلى إسرائيل منذ ثلاث سنوات، وفق مصادر ديبلوماسية إسرائيلية. وعقد اجتماع أول في أنقرة في 22 نيسان (أبريل) الماضي تركز حول التوصل إلى آلية تتيح دفع تعويضات لعائلات الأتراك التسعة الذين قتلوا وكذلك العديد من الجرحى الذين أصيبوا أثناء هجوم الجيش الإسرائيلي على أسطول المساعدات الإنسانية الذي كان متوجهاً إلى قطاع غزة، وهو شرط وضعته تركيا لتطبيع العلاقات الديبلوماسية مع الدولة العبرية. وهذه المرحلة الأولى مما وصفه مسؤولون أتراك بعملية ديبلوماسية متعددة الخطوات تهدف إلى إعادة العلاقات الثنائية بين الحليفين السابقين. وقتل تسعة أتراك في الهجوم الذي شنته قوات كوماندوس إسرائيلية على السفينة مافي مرمرة التي كانت في طليعة أسطول يحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على القطاع، وذلك في 31 أيار 2010. ويقود مستشار الأمن القومي الإسرائيلي ياكوف أميدرور فريق المفاوضات الإسرائيلي، بحسب ما أعلن مسؤول لوكالة «فرانس برس». وبدأت المحادثات بعد الاعتذارات التي قدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لأنقرة في آذار (مارس) الماضي والتي كانت تطالب بها السلطات التركية بإصرار منذ العملية الإسرائيلية. وأدى الهجوم إلى تأزيم العلاقات التي كانت متوترة بالفعل بين إسرائيل وتركيا بسبب عملية «الرصاص المصبوب» العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة نهاية 2008 ومطلع 2009، ما أدى إلى قطع العلاقات الديبلوماسية وطرد السفير الإسرائيلي من تركيا ووقف التعاون العسكري بين البلدين.