تخوض القوى الكردية السورية جولة جديدة من المفاوضات بوساطة يقودها رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ل «توحيد الصف» في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، فيما أكد قيادي في حزب «الاتحاد الديموقراطي الكردي» أن قرار عودته إلى المفاوضات نابع من «القوة وليس الضعف» للتحضير لما بعد الانتصار على «داعش» في مدينة عين العرب (كوباني). وقال زعيم «الديموقراطي الكردي» صالح مسلم أمس إن ممثلي حزبه و «المجلس الوطني الكردي» اجتمعوا في دهوك بوساطة بارزاني، مجدداً رفض إقامة منطقة عازلة شمال سورية وقرب حدود تركيا «التي تسعى تركيا لإقامتها، بين كوردستان سورية وكوردستان تركيا. داعش صنع ضد الأكراد، وأن تركيا كانت تخطط منذ القدم ضد المناطق الكردية». وأشار إلى اللقاءات مستمرة منذ يوم أمس للوصول إلى «اتفاق إيجابي يرضي الطرفين» الكرديين، فيما أفاد عضو لجنة العلاقات الخارجية في حزب «الاتحاد الديموقراطي» شيرزاد يزدي ل «الحياة»، إن «الاجتماعات تركز على محاور عدة، منها آلية تقديم دعم عسكري إلى كوباني، والعلاقات مع الإقليم، وعلينا انتظار النتائج»، وأضاف إن «مشاركتنا جاءت برغبة وإرادة صادقة لتكريس وحدة الصف الكردي بين أجزاء كردستان، خصوصاً مع وجود داعش الإرهابي الذي يشكل خطراً على الكل، وثانياً تأتي من موقع القوة وفي إطار تأسيس مرحلة ما بعد انتصار كوباني ومن يراهن على أننا في موقف الضعف فهو على خطأ، لأن كوباني انتصرت بعد شهر من مواجهة تنظيم دحر جيوش دول، والإدارة الذاتية أصبح لها وزن في سياق المعادلات الدولية في الحرب على الإرهاب، ووحدات حماية الشعب بمشاركة المرأة أصبح يضرب فيها المثل». وأشار إلى أن «أيادينا ممدودة لإشراك الأحزاب حتى التي تميزت بالعطالة والسلبية وفشل رهاناتها سواء مشاركتها في الائتلاف السوري والمشاركة في مؤتمر جنيف 2، واستخدمت كمخلب قط ضد القضية الكردية في سورية، كوننا نأمل في ترجمة النصر في تطوير تجربتنا في الإدارة الذاتية». وعلى صعيد العلاقة مع الإقليم قال يزدي: «نحن والإقليم في جبهة واحدة، ونطالبه بدعم أكبر على المستوى السياسي والعسكري والاعتراف الرسمي بتجربتنا، التي تقود معركة قيمية وتصارع حضاري، وبناء عليه ندعو الإقليم ومؤسساته بلعب دور أكبر في إيصال الدعم لكوباني، والحديث عن صعوبات جغرافية تعيق إرسال مساعدات عسكرية يمكن حلها بألف طريقة بديلة في حال توافر الرغبة الجدية الصادقة، إذ يمكن إيصال الدعم إلى الإدارة الذاتية في مقاطعة الجزيرة الواقعة على الحدود بين الطرفين، لكوننا في الخندق الأول للحرب الدولية ضد الإرهاب». واجتمع بارزاني في محافظة دهوك مع ممثلي القوى الكردية السورية وحضور زعيم «الاتحاد الديموقراطي» صالح مسلم الذي كان قد منع في وقت سابق من الدخول إلى أراضي الإقليم عقب تفاقم الخلافات حول الإدارة الكردية في سورية. ونقل بيان عن بارزاني قوله خلال اللقاء إن «شعبنا يمر بمرحلة حساسة، والتي تتطلب توطيد وحدة الصف لمواجهة الأخطار التي تهدد الشعب الكردي برمته وليس حزب أو منطقة محددة، وعلينا أن نظهر للعالم وحدة صفنا، ووضع الخلافات جانباً كأولوية، لوضع استراتيجية للمستقبل، ونحن مستعدون لتقديم العون، لأن انتصار الكرد في أي مكان هو انتصار للجميع، ولا فرق بين كوباني واربيل»، وأكد أن «الجهود التي بذلناها من أجل لفت نظر المجتمع الدولي إلى كوباني، وحمايتها بحاجة إلى خطوات عملية وبذل جهود مشتركة». وفي السياق شهدت جلسة برلمان الإقليم التي خصصت أمس لبحث قضية كوباني، سجالات حادة وتعطيلاً استمر ربع ساعة، على خلفية اتهامات وجهها نائب عن «كتلة» التغير» إلى الحزب «الديموقراطي»، بزعامة بارزاني، لتقاعسه في حماية قضاء سنجار، غرب الموصل، وإيصال الدعم العسكري إلى مدينة كوباني.