تبدأ في العاصمة البريطانية اليوم الثلثاء فعاليات مؤتمر عالمي كبير حول الصومال هدفه حشد دعم عالمي لمساعي الحكومة الصومالية في إعادة بناء هذا البلد العربي الذي بدأ لتوه يتعافى من ويلات حروب أهلية وفوضى دامت ما يزيد على عقدين من الزمن. ويتوقع أن يشارك في المؤتمر أكثر من 50 بلداً ومنظمة عالمية، مثل الأممالمتحدة، والاتحاد الأفريقي، وصندوق النقد الدولي وأصدقاء الصومال في أنحاء العالم كافة. وبحسب موقع الحكومة البريطانية على الشبكة العالمية، سيعطي المؤتمر - الذي يديره رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود - الحكومة الصومالية فرصة كي تبيّن للعالم الطرق التي تنوي من خلالها حسم القضايا السياسية العالقة داخل البلاد، كما ستشاطر الحكومة العالم مخططاتها في تطوير قوات الأمن وإصلاح نظامي العدالة والمال في بلد تعاني فيه المؤسسات الحكومية من ضعف مزمن. وكان الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود تلقى دعماً مالياً ومعنوياً من العالم منذ اختياره في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي. إذ اعترفت الحكومة الأميركية والإتحاد الأوروبي بإدارته رسمياً. وكانت الأممالمتحدة قد قررت الأسبوع الماضي إنشاء بعثة تعنى بتقديم المساعدة للصومال في شهر حزيران (يونيو) المقبل، الأمر الذي سيعطي الرئيس محمود بلا شك زخماً لإعادة بلده إلى الخريطة العالمية كدولة طبيعية غير التي عرفها العالم في العقدين السابقين. وفور توليه الرئاسة، حدد محمود لإدارته أولويات بناها على أعمدة ستة: 1) استقرار وطني مبني على الأمن والنظام والعدالة؛ 2) الانتعاش الاقتصادي؛ 3) بناء السلام والمصالحة والتوعية؛ 4) تقديم الخدمات العامة؛ 5) إقامة علاقات دولية قائمة على التعاون والاحترام المتبادل؛ 6) الوحدة والتضامن الشعبي وسيادة أراضي الصومال. وقالت الحكومة البريطانية في الصفحة التي خصصتها للمؤتمر على الإنترنت: «تحتاج الحكومة الجديدة هذا العام دعماً إذا كان لها أن تحدث تغييراً حقيقياً للشعب الصومال وتنهي تهديدات الإرهاب و (أعمال) القرصنة، إلى جانب ويلات المجاعة» التي تجتاح البلاد بين حين وحين. بيد أن الخلافات الداخلية الصومالية ما زالت تلقي بظلالها على المؤتمر. إذ أعلنت كل من جمهورية أرض الصومال وولاية بنط (بونت لاند) في شمال غربي وشمال شرقي البلاد، على التوالي، مقاطعتهما للمؤتمر. واشتكت «بونت لاند» من «عدم جدية» الحكومة الصومالية في تطبيق النظام الإتحادي المتفق عليه، بينما تقول أرض الصومال - التي أعلنت انفصالها عن الصومال من جانب واحد في العام 1991 - إن مقديشو تريد ابتلاعها وانهاء طلب استقلالها.