ايريغافو (الصومال) - أ ف ب - يدرّب قائد ميليشيا وتاجر أسلحة متمردين إسلاميين من «حركة الشباب» في شمال الصومال، مستفيداً من طبيعة هذه الأرض الجبلية وكهوفها التي قد تحولها، كما تقول السلطات المحلية، إلى «تورا بورا» جديدة. وأنشأ محمد سعيد أطوم الذي صدرت بحقه قرارات من الأممالمتحدة تقضي بمعاقبته بسبب انتهاكه حظراً على الأسلحة في الصومال، العديد من مخيمات التدريب في السلسلة الجبلية الواقعة في منطقة سناق التي تشكل الحدود الطبيعية بين منطقتي الحكم الذاتي شمال البلاد، «بونت لاند» (بلاد بنط) و «أرض الصومال». وتنشط «حركة الشباب» التي تُعلن ولاءها ل «القاعدة» في وسط البلاد وجنوبها حيث يحاول مسلحوها اطاحة الحكومة الانتقالية في مقديشو. إلا أن عمليتها الكبيرة الأولى خارج الصومال - التفجير المزدوج في كمبالا في 11 تموز (يوليو) والذي أوقع 76 قتيلاً - فضلاً عن عودة اطوم ورجاله إلى التحرك في جبال سناق، أثارتا المخاوف مجدداً من زعزعة الاستقرار في «أرض الصومال» و «بونت لاند». وقال محمد جاما المسؤول الأمني الرفيع في «بونت لاند» ل «فرانس برس»: «اطوم لديه علاقات مع القاعدة ويمثّل حركة الشباب في المنطقة». وأضاف: «تصلنا معلومات تفيد أنه جنّد مئات المقاتلين الإسلاميين في القرى المجاورة لسناق باري». وتابع أن «قواتنا الأمنية على اتمّ الاستعداد لشن هجوم على هؤلاء الإرهابيين الذين حوّلوا منطقتنا إلى ملجأ ويخططون لزعزعة استقرارنا». ويشير سكان في منطقة غالغالا في «بونت لاند» إلى أن ما لا يقل عن 400 مقاتل يتدربون في شكل منتظم في المنطقة حيث تُرفع راية «الشباب» في قرى عدة. ويقول حسين ساحل، الزعيم القبلي في غالغالا، إن «عدد المقاتلين الإسلاميين الذين جمعهم اطوم في المنطقة ارتفع بشكل هائل. ونشاهد بعضاً منهم على شاحنات صغيرة حاملين أسلحة ثقيلة ومنصات لاطلاق الصواريخ، يمارسون نوعاً من الاستعراض». وقال عبدي حاجي سوغول وهو من الأشخاص الفاعلين في غالغالا إن مقاتلي حركة الشباب «يملكون مخيمات تدريب عديدة في الجبال حيث يدربون غالبية شبان المنطقة. وسيصعب كثيراً على أي جيش محاربتهم». وتتميز سلسلة الجبال هذه، واسمها غوليس، بوعورة تضاريسها التي تجعل من الدخول اليها أمراً صعباً، وبكثرة الكهوف التي تؤمن مخابئ ممتازة بالنسبة إلى «حركة الشباب»، على ما يقول مسؤولون محليون. ويوضح بيلي محمود المسؤول الأمني في بوصاصو، العاصمة الاقتصادية ل «بونت لاند»، أن «اطوم أصله من هذه المنطقة، إلا أنه يدير عدداً من الشبكات الإرهابية حول العالم». وولد اطوم المنتمي إلى قبيلة وارسانغيلي في غالغالا العام 1966 تقريباً، وهو على رأس الميليشيا التي تأتمر به منذ العام 2006 على الأقل. وعلى حد وصف المجموعة التابعة للأمم المتحدة المكلفة مراقبة تطبيق الحظر على الأسلحة، فإن اطوم تاجر أسلحة وأحد أبرز مزودي «حركة الشباب» بالمقاتلين. وأضاف محمود: «نعتقد انه (اطوم) يريد تحويل هذه الجبال الأكثر وعورة في الصومال ملجأ للقاعدة». وتابع: «لا يمكنكم طرد جيش مدرب جيداً من هذه الجبال إلا إذا امتلكتم سلاحاً فائق التطور». وأردف: «الأمر يُشبه حالة تورا بورا في أفغانستان»، في إشارة إلى سلسلة الكهوف الجبلية في شرق افغانستان التي تعرضت لهجوم الولاياتالمتحدة في العام 2001 بهدف طرد قادة «طالبان» وأسامة بن لادن. وأكد عبدي صالبان المسؤول الأمني في «أرض الصومال» ومقره ايريغافو، أن اطوم عزز قوته أخيراً، لكنه اعلن استعداد القوات الصومالية لمواجهته. وأضاف «نحن على علم بالتحركات التي يجريها هذا المقاتل المرتبط بالقاعدة، إلا أن قواتنا جاهزة وفي حال تأهب». وفي واشنطن (رويترز)، قالت وزارة العدل الأميركية إن شاباً أميركياً عمره 20 عاماً قُبض عليه يوم الأربعاء بتهم تقديم دعم مادي ل «حركة الشباب» في الصومال. وأضافت الوزارة أن المتهم زكاري آدم شيسر - وهو مواطن أميركي يعيش في مقاطعة فيرفاكس في فرجينيا - أبلغ ضباطاً من مكتب التحقيقات الاتحادي أنه حاول مرتين السفر إلى الصومال للانضمام إلى «الشباب» كمقاتل أجنبي. ووفقاً لإقرار مكتوب قدّمه مكتب التحقيقات إلى محكمة اتحادية في فرجينيا فإن شيسر بعد أن مُنع من الصعود إلى طائرة في رحلة من نيويورك إلى أوغندا في العاشر من تموز (يوليو) اعترف بأنه كان ينوي السفر من أوغندا إلى الصومال. وقال شيسر إنه كان يخطط للانضمام إلى «الشباب» لكنه غيّر رأيه بعد أن علم بالتفجيرات الدموية التي وقعت في اوغندا في وقت سابق من هذا الشهر والتي اعلنت الجماعة المسؤولية عنها. وقُتل في الهجوم 76 شخصاً أحدهم أميركي. وفي 2008 وضعت وزارة الخارجية الأميركية «حركة الشباب» في قائمتها للمنظمات الارهابية الأجنبية وصنّفتها بأنها جماعة متطرفة تستخدم العنف.