بعدما أوقفت قناة «القاهرة والناس» برنامج «الراقصة» بعد عرض الحلقة الأولى منه «حداداً على ضحايا القوات المسلحة المصرية»، عاودت عرضه في مفاجأة للمشاهد المصري والعربي الذي ظن أن الهجوم على البرنامج تسبب في توقفه. وبدأت «القاهرة والناس» في التشديد على الانتظام في عرض حلقاته، في شكل دائم من دون توقف مساء الأحد والإثنين والثلثاء من كل أسبوع. ودعماً لبرنامجها استضافت القناة وزير الثقافة جابر عصفور قبل أيام، في حوار مع الإعلامي أسامة كمال عبر برنامج «القاهرة 360»، فأكد أن حجم العري في راقصة الباليه أكثر من الراقصة الشرقية، ولكن لا يمكن أن تثير راقصة الباليه في الإنسان السوي الغرائز الجنسية، وكلتاهما تقدم الفن، رافضاً وقف برنامج «الراقصة». وكانت القناة استطلعت رأي الجمهور حول الرقص الشرقي، وطرحت استفتاء في الشارع لمعرفة الآراء في البرنامج، كما أخذت آراء مخرجين ومثقفين حول وقف البرنامج، ومنهم المخرج السينمائي مجدي أحمد علي الذي اعتبر الرقص الشرقي جزءاً من الثقافة المصرية، وهو «إبداع نص عليه الدستور ولا يستطيع أحد أن يضع قيوداً على الإبداع، لذلك يجب استمرار عرض البرنامج». الموسيقار هاني شنودة أكد أنه لا بد من عرض البرنامج لمقاومة السذاجة والفكر الضحل: «المشاهد يملك وسيلة قوية وهو جهاز الريموت، ومن لا يعجبه البرنامج فلديه الحق في تغيير القناة، والمعارضون للبرنامج هم أول الذين سيشاهدونه». الناقدة خيرية البشلاوي أشارت إلى أن «هذه النوعية من البرامج أفضل بكثير من بعض برامج السياسة والتوك شو التي أصابت المشاهدين بالملل بسبب تكرار أفكارها وضيوفها وموضوعاتها، وهو برنامج مسابقات كبقية البرامج التي تنتمي إلى هذه النوعية، فهي من شأنها الترفيه عن الناس والربح لجهة الإنتاج في الوقت ذاته، إضافة إلى أن الرقص ليس غريباً علينا أو شيئاً مخلاً لم نشاهده من قبل، وعلينا مراجعة دفاتر السينما منذ بدايتها حتى الآن»، وفق رأيها. وأكدت البشلاوي أن هذه البرامج أفضل من الأفلام الهابطة والمبتذلة التي انتشرت في الفترة الماضية، وآخرها كان في موسم عيد الأضحى السينمائي. وقالت الراقصة دينا إنها لن تتوقف عند الانتقادات التي توجه إليها، مؤكدة أنها تقدم مواهب جديدة في فن هو في الأساس يهاجم دائماً منذ نشأته، على رغم الافتخار بالرموز القديمة مثل سامية جمال وتحية كاريوكا، مشيرة إلى أن ما أثار حماستها للتجربة هو أن فكرة البرنامج تعتمد على الرقص، وهي تراها فكرة جديدة في حد ذاتها لأن معظم البرامج التي تقدم تعتمد على مواهب مثل الغناء والتمثيل، ولا يوجد اهتمام بالرقص أو إلقاء الضوء على الموهوبين فيه. في المقابل أصدر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بياناً دان فيه مسابقة الرقص التي يتبناها البرنامج، إذ أكد الشيخ مظهر شاهين عضو المجلس أنه أصدر والشيخ خالد الجندي والدكتور أحمد كريمة والدكتورة آمنة نصير والدكتورة سعاد صالح (الأساتذة بجامعة الأزهر) والشيخ أحمد ترك (عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية) بياناً دانوا خلاله عرض برنامج «الراقصة». وأكد البيان أن الموقعين عليه سيتخذون كل الإجراءات القانونية لوقف البرنامج لحماية المجتمع والدين من الانحراف. وأضاف شاهين: «البيان يوضح أن البرنامج يأتي في وقت يصرّ فيه بعضهم على إحراج الدولة والنظام الحالي إزاء التحدي الراهن الذي يزايد فيه المتطرفون على الدين والأخلاق بدعوى أنهم كانوا خلال عهدهم البائد (يقصد جماعة الإخوان) حماة الدين والأخلاق وذهبت بذهابهم». يشارك في برنامج «الراقصة» 27 متسابقة من حول العالم، ويتم التنافس في ما بينهن على مدار 9 حلقات حيث تُختار واحدة من 3 متسابقات في كل حلقة وتصبح التصفية قبل النهائية بين المتسابقات ال9 اللاتي وصلن إلى التصفيات. ويشارك في تصميم أزياء رقص المتسابقات مصمم الأزياء اللبناني فؤاد شركس، أما تصميم الرقصات فيحمل توقيع ريتا هاشم وتصل موازنة الحلقة الواحدة من البرنامج حوالى 100 ألف دولار متضمنة أجور لجنة التحكيم التي تضم الفنانة دينا وكاتب السيناريو تامر حبيب والفنانة فريال يوسف ومذيع البرنامج عمرو سمير، وتتوقف معايير اختيار الراقصة الفائزة على عناصر منها الجاذبية والإبهار والقبول وتمتعها بموهبة حقيقية في الرقص.