انضمت «الجبهة السورية الإسلامية» التي تعد «كتائب أحرار الشام» مكونها الرئيسي، إلى حملة الانتقادات التي أثارها إعلان «جبهة النصرة» الإسلامية الناشطة في قتال النظام السوري مبايعتها زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري. ومع أنه لم يصدر أي بيان رسمي عنها، إلا أن «الأب الروحي» للجبهة أبو بصير الطرطوسي، اعتبر أن أي ارتباط مع «القاعدة» ينعكس بالضرر على الاحتجاجات المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد. وكانت «جبهة تحرير سورية الإسلامية» التي تضم نحو عشرين لواء وكتيبة ومجموعة إسلامية ممثلة في القيادة العسكرية العليا ل «الجيش السوري الحر» قالت في بيان الجمعة الماضي «نحن في سوريا عندما خرجنا وأعلنا جهادنا ضد النظام الطائفي خرجنا لإعلاء كلمة الله وليس لأن نبايع رجلاً هنا أو رجلاً هناك، ونفتئت على بقية إخواننا المجاهدين وشعبنا (...) أو أن نفرض عليه شيئاً فوق إرادته». وقال الطرطوسي في حديث الأربعاء إلى قناة «الحوار» التي تتخذ من لندن مقراً: «الثوابت الإسلامية نحافظ عليها، قيام دولة إسلامية، في سبيل الله، قائدنا محمد، الشريعة (...) لكن المسميات لمجموعات أو جماعات تثير العالم على الشام أو أهل الشام، فاجتنبوها». وأضاف «لا داعي لأن تقول أنا انتمي لهذا الاسم وأقاتل تحت هذا الاسم. انت لست ملزماً به لا شرعاً ولا عقلاً ولا سياسة، وتعلم انه سيجلب عليك وعلى أهل الشام ضرراً، وسيساعد هذا الطاغية من حيث لا تدري»، في إشارة إلى الرئيس السوري. ووجه الطرطوسي في حديثه انتقادات لاذعة إلى أسلوب العمليات الانتحارية التي تشكل إحدى الوسائل التي تستخدمها «النصرة» في عملياتها التي استهدفت غالبيتها مقار أمنية وعسكرية. ووفق ارون لوند، الخبير في النزاع السوري المستمر منذ عامين، تشكل مبايعة «جبهة النصرة» لطرف غير سوري، موضع الانتقاد الرئيسي الذي تواجهه بها المجموعات المعارضة الأخرى. ويقول «هذه نقطة أساسية، لأنه إذا امكن للنواة الصلبة في النصرة أن تكون مسرورة بمبايعة الظواهري، فإن هذا الأمر سيصعب عليها استقطاب متعاطفين جدداً». ويضيف «ربما يشكل هذا الأمر فرصة للمجموعات الأخرى للكف عن الدفاع عن سمعة النصرة». وبقيت التباينات بين المجموعات المعارضة المقاتلة والجبهة التي لم تكن معروفة قبل بدء النزاع السوري، مستترة نظراً إلى قوة الدفع التي مثلتها «النصرة» في الهجمات الميدانية. لكن ذلك لم يحل دون حصول مناوشات بين الجبهة ومقاتلين معارضين من كتائب أخرى، لا سيما في منطقة تل أبيض في محافظة الرقة (شمال)، حيث دارت مناوشات بين عناصر الجبهة وأفراد من «كتائب الفاروق»، وهي أيضاً إسلامية التوجه. ويقول الخبير الفرنسي في الشؤون الإسلامية توما بييريه انه «بالنسبة إلى الإسلاميين السوريين، تعكس تصريحات الظواهري والبغدادي رغبة في أن تتحول جبهة النصرة من مجموعة مقاتلة ضمن مجموعات أخرى، إلى قائد سياسي للتمرد، وهذا طبعاً أمر غير مقبول بالنسبة اليهم». يضيف «للمرة الأولى لدى الإسلاميين لوم ملموس ضد القاعدة في سورية، وهذا يمكن اختصاره بالآتي» من انتم لتعلنوا دولة إسلامية طالما أن الأسد لم يسقط بعد، وعلى وجه التحديد من انتم لتنصبوا أنفسكم قادة؟».