لا حدود للغطرسة الإسرائيلية، هي رائدة في انتهاز الفرص وتفريخها، لتدمر وتجرب أسلحة هنا وهناك. والغارات الجوية الإسرائيلية الهمجية على دمشق ضربت وأصابت السوريين ومقدراتهم ولم تؤثر في النظام المستبد، كان بإمكانها لو شاءت ضرب مفصل مهم من مفاصل النظام، لكن لماذا تفعل وهو المستمر في ضرب شعبه بالطائرات والبراميل المتفجرة؟ إنه يقوم بالواجب، بل ويعمل على تحسين صورتها العالمية بالمقارنة. التنافس الإيراني - الإسرائيلي غرضه الهيمنة، وميدانه العالم العربي، هذه الأرض مستباحة، ولكل طرف منهما طريقته في التوغل والتغول. لا خسارة محققة إلا لإنسان هذا العالم البائس، بؤس لم ينتجه سوى الاستبداد، القدرات العربية تسلّطت على أعناق الشعوب وتطلعاتها. أما الخلاف الأميركي - الإيراني فهو خلاف سياسي محصور في القسمة وحدود «المجال الحيوي»، سيأتي يوم يُتفق عليه. في المحصلة لا يسقط جندي إسرائيلي ولا إيراني، ولا يتهدم مبنى أو تحترق محطة كهرباء، لكن الصراع مستمر، لِمَ لا، والرد بالتصريحات جاهز مكتوب، آخرها بعد ضربات طاولت عشرات المواقع من مصدر مسؤول سوري، أن الصواريخ جاهزة وموجهة لأهداف محددة عند حدوث أي اختراق! الأولوية لكرسي سلطة لم يحدث له اختراق ولا شيء آخر غير ذلك. إسرائيل ضربت سورية في عز استقرارها الأمني وعنفوانها السياسي منذ أيام حافظ الأسد، أسقطت طائرات مقاتلة بالجملة جواً، وعلى الأرض دمّرت منشآت. في ذروة استقرار نظام دمشق حلّقت الطائرات الإسرائيلية على القصر الرئاسي، لم يكن هناك من رد لا من سورية ولا من حليفتها الإقليمية الاستراتيجية إيران، ولن يكون، لذلك من الطبيعي انكفاء طهران إلى حدود عرض «تدريب» الجيش السوري مع زخات من التصريحات وربما مناورات جديدة في الخليج، حتى موسكو حليفة النظام على رغم حضورها السياسي في المنطقة والأزمة السورية، علّقت متأخرة، ولم يتجاوز بيانها حدود القلق. www.asuwayed.com