نقل الكاتب والباحث تركي بن ناصر السديري الإعلام الرياضي إلى ساحة التفوق الثقافي بعد فوز كتابه «الإسلام والرياضة» الصادر عن «دار طوى» في الرياض، بجائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب من بين 300 كتاب ألّفها السعوديون في مجالات الفكر والفنون والفلسفة والأدب والاقتصاد والإدارة والعلوم التربوية والاجتماعية والنفسية، إذ حاز كتابه إعجاب الفاحصين والمحكّمين المتخصصين، الذين اعتبروه كتاباً موسوعياً فريداً من نوعه أثرى المكتبة السعودية خصوصاً والعربية عموماً، ليمنحوه أعلى نسب المعايير العلمية والتحكيمية التي أهلته للفوز بالجائزة عن جدارة واستحقاق. وجنّح مؤلف الكتاب تركي السديري إلى موضوع مختلف يطرح للمرة الأولى في ميادين تنمية العلوم والمعارف في عصر العولمة التي اجتاحت العقول والأفكار، وأبحر في سرد واقع وحال الرياضة في المجتمع العربي والمسلم، وبالذات في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والفترة التي سبقت الإسلام، وكشف عن مدى الاهتمام الكبير بالرياضة وتعدد ألعابها، لافتاً إلى أن رياضة الفروسية وسباق الإبل والمبارزة والمصارعة ورياضة المشي كلها ذات منشأ عربي، ضارباً بعض الأمثلة بأنواع الرياضة التي كان يمارسها النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحبه الكرام، مؤكداً أن العرب هم أول من استخدم مصطلح «الرياضة» في التاريخ من بين بقية المجتمعات الأخرى. وأنصفت لجنة المحكّمين كتاب السديري الذي خاطب العقول السليمة التي تهتم بالعلم وترتقي به، وقدرت تميز مشاركاته البحثية والإبداعية التي تخدم ثقافة الفكر الرياضي في الوطن العربي، وتوثق كل ما يتعلق بالرياضة في الجزيرة العربية قبل الإسلام وبعده، وهي المعلومات المهمة التي تدل على حجم الوجود الرياضي في حياة المجتمع العربي المسلم التي ظلت للأسف مهملة أو مهمشة بقصد أو بجهل من المعارف العربية والإسلامية أفراداً كانوا أم هيئات، كما قدم لذلك الناشر في بداية مؤلفه. ونجح السديري في أن يكون أول كاتب رياضي ينال جائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب ويحقق الشرف الغالي، ليحظى ببادرة التكريم غير المستغرب من إدارة نادي الهلال بقيادة رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد، الذي أقام حفلة رائعة ل«عريس الكُتاب»، في حضور رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير بندر بن محمد وإدارة النادي وحشد من الإعلاميين الذين احتفلوا على طريقتهم بجائزة كتاب «الإسلام والرياضة»، وكل ما بذله المؤلف من جهد بحثي مميز حلّق بالرياضة السعودية في سماء الإبداع والتوهج والنجومية، مؤكدين أن السديري يُعد مفخرة للإعلام الرياضي بتفرده في مجال التاريخ والبحوث العلمية، بعيداً عن صخب الأندية والتناطح الإعلامي.