يواصل 22 عاملاً هندياً، التجمع لليوم الخامس، أمام مكتب العمل، وشرطة محافظة بقيق، احتجاجاً على قيام منشأتين يعملون فيهما، بتحويلهم إلى «عمال سائبة»، بعد أشهر من وصولهم إلى المملكة. فيما قرر مكتب العمل إيقاف خدمات الحاسب الآلي عن المنشأتين اللتين تملك إحداهما امرأة. فيما تجمع العمال أمام سوق اللحم القريب من الشرطة، ومعهم أمتعتهم، وينامون على الأرض، في أجواء متقلبة، ويبكي بعضهم، مطالبين بحل مشكلتهم. ورفع العمال، شكوى إلى مكتب العمل والشرطة، ضد المنشأتين المسجلتين في مدينة الرياض، مستعرضين فيها الظروف «الصعبة» التي تعرضوا لها، منذ وصولهم إلى مطار الملك فهد الدولي في الدمام، إذ تم نقلهم إلى إحدى الشقق في مدينة الجبيل، ثم عملوا لفترة محدودة هناك، قبل نقلهم إلى منطقة عين النخيل (10 كيلومترات غرب مدينة بقيق)، إذ جرى تركهم في الشارع. وقال نهل أحمد ومحفوظ أحمد، ل «الحياة»: «جميعنا من الجنسية الهندية، قدمنا إلى السعودية على دفعات، كل واحدة تضم بين 5 إلى 10 أشخاص، حتى بلغ عددنا 22 شخصاً، نصفنا تحت كفالة سيدة، والآخرون تحت كفالة رجل (تحتفظ «الحياة» باسميهما). واستقبلنا عند وصولنا شخص باكستاني الجنسية يدعى عمر فاروق، وأخبرنا أنه المسؤول عنا، وأخذ منا الجوازات، وأعطانا صوراً منها، وبعد خمسة أيام أعطوا كل واحد منا 50 ريالاً فقط، كمصروف موقت، لاستخدامه في المكالمات الهاتفية، وأمور المعيشة». وعلى رغم أنه مضى على وصول العمال إلى السعودية ما بين شهر إلى أكثر من 3 أشهر، إلا أنهم لم يتسلموا رواتبهم أو إقامتهم. وذكروا أنه «عندما سألنا المسؤول عنا، أخبرنا أنهم سيعطوننا الراتب والإقامة ولكنه ظل يماطلنا، وبعدها قام بنقلنا من الجبيل، إلى عين النخيل، وقال لنا اعملوا في أي مكان، وأعطى كل واحد منا مبلغ 100 ريال، وذهب عنا». وقال العامل محمد رضا الرحمن: «لم نستطيع العمل في إي مكان، لخوفنا من مخالفة النظام، فتوجهنا إلى الشرطة ومكتب العمل، ومحافظة بقيق». ولفت إلى أنهم لا يجدون مكاناً يقطنون فيه، وقاموا بوضع أمتعتهم في سوق الخضراوات واللحوم ، منذ أكثر من 5 أيام، ويمضون غالبية وقتهم في السوق، ويحصلون على مساعدات غذائية من «أهل الخير». فيما فتح مكتب العمل محضر تحقيق، بعد شكوى العمال، واتضح أن العمال لم يستلموا رواتبهم منذ أكثر من 3 أشهر. وقال العامل فنور كمار: «بعضنا كهربائيون، وبعضنا سباكون، أو لحامون، أو يعملون في البناء. وحين جاؤوا بنا إلى بقيق، طلبوا منا العمل في الشركات الموجودة فيها، وتركونا من دون مراعاة لظروفنا، فإلى أين نذهب؟. ما دفعنا إلى رفع شكوى إلى مكتب العمل في بقيق، ضد المنشأتين اللتين استقدمتنا». وحاولت «الحياة» الحصول على إيضاح من مسؤولي مكتب العمل إلا أنها لم تتلقَ الرد، إلا أن مصدراً فيه أبلغها أن «المكتب تلقى بلاغاً من 22 وافداً هندياً، حول عدم صرف رواتبهم، وعدم توفير سكن لهم»، مضيفاً «قمنا بالبحث عن المنشأتين عبر الحاسب الآلي، واكتشفنا أن مقرهما في مدينة الرياض، وقد تركتا عمالهما في بقيق، للبحث عن أعمال في شركات أخرى». وأضاف المصدر «قام مكتب العمل بإيقاف الخدمات عن المنشأتين في الحاسب الآلي، بعد أن وجه مكتب العمل في الرياض، خطابين إلى المنشأتين، ولكنهما لم تتجاوبا». ولفت إلى أن «خدمات الحاسب الآلي سيتم إيقافهما عنهما، حتى يتم معالجة وضع العمال، ومعاقبة المنشأتين على مخالفة أنظمة العمل والعمال والإقامة».