ألحقت الأمطار الغزيرة التي هطلت على منطقة حائل خلال الأسبوع الماضي، أضراراً بعدد كبير من المنازل والسيارات ومحطات الوقود والمزارع والمحاصيل الزراعية والمواشي، إضافة إلى فقدان شاب في العقد الثاني من العمر منذ ثمانية أيام بعد نزوله في وادي الأديرع خلال محاولته مساعدة محتجزين. وقال أحمد المرضي من سكان حي السويفلة، إن معاناته مع الأمطار سنوية ويتكبد خسائر كبيرة نظراً إلى دخول المياه إلى منزله، مناشداً الأمانة والجهات الحكومية ذات العلاقة بإيجاد حلول جذرية لتفادي تلك المعاناة السنوية التي تتكرر في كل موسم تهطل فيه الأمطار. وتضررت المزارع والمحاصيل الزراعية والسيارات المتوقفة بالقرب من وادي الأديرع وأمام المنازل. وكانت فرق الدفاع المدني قامت بإخلاء وإيواء أكثر من 60 أسرة تضررت منازلهم جراء السيول، فيما وجّه أمير حائل سعود بن عبدالمحسن بتكوين لجنة من عدد من الإدارات الحكومية ذات العلاقة لحصر الأضرار الناجمة عن الأمطار ورفع تقرير مفصّل عن مهماتها. وأوضح المتحدث الإعلامي بمديرية الدفاع المدني في منطقة حائل النقيب عبدالرحيم الجهني، أن لجنة حصر التلفيات والأضرار في شعبة التحقيق بالدفاع المدني ما زالت تستقبل بلاغات المواطنين وحصر الأضرار التي لحقت بمنازلهم وسياراتهم ومواشيهم جراء السيول. على صعيد متصل، أبت سيول «الأديرع» إلا أن تقتلع مزرعة الشاب محمد القحطاني الذي كان يحلم بأن يستغل مزرعته لتساعده في تأمين لقمة العيش لأبنائه، فالسيول اقتلعت المزرعة من جذورها، بل تجاوز الأمر إلى تصدّع جدرانها كاملة. القحطاني بات يؤمن بأن الأمطار لم يعد يقتصر دورها على جلب الفرح في نفوس الناس، بل إنه أصبح يتولى مهمة جديدة تتمثل في فضح البنية التحتية الهشة وهي التي كلفت مئات الملايين. القحطاني واحد من المتضررين، شاب كان يقوم على مزرعته في منطقة حائل غرب وادي الأديرع، لكنها حظيت بنصيب لا بأس به من «الكارثة»، إذ دخلتها المياه وصدّعت جدرانها من الحد للحد، ويقول: «السبب في هذه المشكلة هي أمانة المنطقة بنسبة 200 في المئة ولا جدال في ذلك، إذ تركوا الأشجار ولم يجذوها، وهي التي دفعت المياه لتذهب يميناً ويساراً باتجاه المزارع». وأضاف: «سبق أن تعاقدت البلدية مع إحدى الشركات لتتولى مهمة لتنظيف الوادي وتم ذلك مدة عام تقريباً وبقيمة 10 ملايين ريال، ولا أعلم لماذا لم توقع الأمانة مع الشركة لمدة أطول»، لافتاً على أنه منذ ستة أعوام وهو يتردد على الأمانة ليطالبهم بالصيانة وقص الأشجار لكن من دون جدوى. وأشار إلى أنه لم يجد سوى التسويف، إذ دائماً ما تأتي الوعود بالقيام بذلك ولكن لا نرى شيئاً. وتابع: «حتى هذه اللحظة والماء يدخل إلى المزرعة على رغم ارتفاعها، ونحن لا نملك سوى أن نتعجب من إدارة حكومية موازنتها أكثر من 1.5 بليون ريال وتقف موقف المتفرج.