توزع الحزن والقلق على منازل عدة في محافظة الأحساء، باغتتها أنباء وفاة أفراد منها، بعد إصابتهم بفايروس «كورونا القاتل». فيما يترقب بعضهم، حال آخرين، لا زالوا يرقدون على أسرة المستشفيات، بعد إصابتهم بالمرض. وعاش عدد من هذه الأسر، أياماً من «الترقب» على صحة أقاربهم، بعد أن دهمهم مرض «غامض»، لم يتم الكشف لهم عن هويته. قبل أن تعلن وزارة الصحة، مساء أول من أمس، في بيان صحافي، أنها «رصدت 7 حالات إصابة جديدة بفايروس «كورونا»، في محافظة الأحساء خلال الأيام الماضية، توفي منهم 5، وبقي اثنان في العناية المركزة». وأكدت الوزارة، ضرورة «أخذ عينات منهم، لمعرفة ما إذا كانت هناك حالات بينهم»، لافتة إلى أن «عدد الإصابات التي سجلت 17 حالة مؤكدة بهذا المرض على مستوى العالم». وأوضحت الوزارة، أن فايروس «كورونا»، يُعد «أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، إذ تمثل 15 في المئة من الفيروسات المسببة للأنفلونزا التي تصيب الإنسان. بينما يُعد هذا النمط جديداً. ولا توجد حتى الآن على مستوى العالم معلومات دقيقة عن مصدر هذا الفايروس، ولا طرق انتقاله. كما لا يوجد تطعيم وقائي أو مضاد حيوي كعلاج لهذا الفايروس». واكتفت وزارة الصحة بهذه المعلومات، فيما أحجم مسؤولوها، وكذلك المسؤولون في مديرتي الشؤون الصحية في الأحساء والمنطقة الشرقية، عن الرد على هواتفهم، أو الإدلاء بأي معلومات إضافية، حول المرضى والمتوفين. فيما أبلغ مصدر، «الحياة» بصدور «قرار بالتوقف الموقت عن تحويل الحالات المرضية، من قبل «صحة الأحساء»، لعدد من المستشفيات الأهلية، وبخاصة إلى قسم العناية المركزة، حتى الانتهاء من نتائج التحقيق في أسباب انتشار فايروس «كورونا»، بين غُرف العناية المركزة في بعض المستشفيات، والتأكد من القضاء على هذا الفايروس». فيما وصلت لجنة من وزارة الصحة، إلى الأحساء، للوقوف على مدى انتشار فايروس «كورونا». ورفض صاحب أحد المستشفيات الأهلية، التعليق على انتشار هذا الفايروس في مستشفاه. وقال، في اتصال هاتفي مع «الحياة» أمس: «هذا الأمر من اختصاص وزارة الصحة، باعتبار المرض موجود في عدد من مستشفيات المملكة». فيما تواصل لجنة طبية، اعتباراً من يوم السبت، أعمالها في الأحساء، لمتابعة الوضع، ووضع طرق للحد من انتشاره بين المستشفيات، وبخاصة الأهلية. وعلمت «الحياة»، بوجود عدد من المصابين بالفايروس، أحدهم في العقد الثالث من عمره. ويرقد في أحد مستشفيات الظهران. وآخر في قسم العناية المركزة في أحد مستشفيات الأحساء. وبحسب معلومات حصلت عليها «الحياة»، من أقارب مصابين ومتوفين، وعاملين في مستشفيات نُقلوا إليها، اشترطوا عدم تحديد هوياتهم، أن البداية في جميع الحالات كان «بارتفاع في درجة الحرارة، تعدت في أحد المرضى، الذي توفي قبل يومين، 39 درجة، فدخل المريض في غيبوبة، وعانى من صعوبة في التنفس، وعدم القدرة على الحركة». واستقبلت بعض المستشفيات الأهلية، عدداً من هذه الحالات، وكانت في بدايتها ارتفاع في درجة الحرارة فقط. ولكن بعد ساعات، تم نقل المريض إلى غرفة العناية المركزة، في حالة «نادرة». كما قضى هذا الفايروس على حياة البعض ممن فارق الحياة بعد أيام من دخولهم المستشفى. وهم في الغالب من المتقاعدين من إحدى الشركات الكبرى في المنطقة الشرقية، وممن تجاوزت أعمارهم ال50 عاماً.