أصدرت المحكمة العليا في كوريا الشمالية حكماً على أميركي من أصل كوري تحتجزه منذ 6 أشهر، بسجنه 15 سنة مع الأشغال الشاقة، بعد إدانته ب «اعمال عدائية» ضد بيونغيانغ. وأوقف باي جون-هو (44 سنة) واسمه الأميركي كينيث باي، في 3 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في مدينة راسون الساحلية شمال شرقي البلاد، ومعه تأشيرة دخول سياحية. وأوردت صحف كورية جنوبية بأن باي مسؤول عن وكالة سياحية، كان يسافر مع سياح وأحدهم معه قرص صلب يحوي معطيات اعتُبرت حساسة. ورجّح ناشط مناهض لبيونغيانغ من سيول، ان يكون باي أوقف بعد التقاطه صور أطفال تبدو عليهم اعراض سوء التغذية، لتوعية الرأي العام الدولي الى حاجات كوريا الشمالية الى المساعدة الإنسانية. موقف أميركا وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية بأن باي حوكم في 30 نيسان (أبريل) الماضي، مضيفة أن «المحكمة العليا حكمت عليه في هذه الجريمة بالأشغال الشاقة 15 سنة». وأشارت إلى أن المتهم «اعترف بارتكابه جريمتي معاداة كوريا الشمالية ومحاولة إطاحة» نظامها، مؤكدة أن «التهم (الموجهة إليه) مثبتة كلها بأدلة». في المقابل، شدد باتريك فنتريل، مساعد الناطق باسم الخارجية الأميركية، على أن «الصحة البدنية للمواطنين الأميركيين أولوية مطلقة بالنسبة إلينا»، مضيفاً: «ندعو كوريا الشمالية إلى إطلاق كينيث باي من دون ابطاء، لدواع إنسانية». وقال مسؤول في الوزارة إن واشنطن «تعمل على التأكد من المعلومات» الخاصة بإدانة باي، عبر سفارة السويد التي تمثل المصالح الأميركية في بيونغيانغ. ورجّح مسؤولون أميركيون إمكان استخدام باي «عملة في صفقة سياسية»، في سياق التوتر الحاد في شبه الجزيرة الكورية، بعد تهديد بيونغيانغ سيول وواشنطن ب «حرب نووية»، إثر تشديد العقوبات عليها بعد تنفيذها تجربة نووية ثالثة في شباط (فبراير) الماضي. وفي السياق ذاته، أعلنت الحكومة الكورية الجنوبية تخصيص 273 مليون دولار من أموال الإغاثة الطارئة، للشركات التي اضطُرت إلى تجميد نشاطاتها في مجمّع كايسونغ الصناعي المشترك بين الكوريتين. في غضون ذلك، ذكر «المعهد الأميركي الكوري» في جامعة جون هوبكينز في واشنطن، أن صوراً التقطتها أقمار اصطناعية في آذار (مارس) ونيسان الماضيين، أظهرت ان كوريا الشمالية قد تباشر خلال أسابيع تشغيل مفاعل نووي يعمل بالمياه الخفيفة، يمكن استخدامه للإمداد بموارد الطاقة، أو إنتاج البلوتونيوم لصنع أسلحة ذرية. وحذر ناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية من أنه «إذا كان الأمر يتعلق فعلاً بمفاعل يعمل بالمياه الخفيفة، فستكون هناك عواقب هائلة أمام استخدامه لتطوير أسلحة نووية». إلى ذلك، تلقّت السفارة الأميركية في سيول رسالة تهديد ورد فيها: «سنشنّ هجوماً على الأميركيين في كوريا الجنوبية».