رفضت بيونيانغ امس، عرضاً بالحوار من سيول، فيما أبدى وزير الخارجية الاميركي جون كيري تصميم بلاده على الدفاع عن خصوم كوريا الشمالية الاقليميين، وذلك خلال زيارة لليابان أعلنت على أثرها طوكيو وواشنطن اتفاقهما على صعوبة السماح لبيونغيانغ بامتلاك سلاح نووي. وعلق التلفزيون الكوري الشمالي على عرض الكوريين الجنوبيين الحوار، بتأكيد ان بيونغيانغ لا تعتبر ذلك «سوى خدعة ماكرة لتغطية جرائمهم بتحويل منطقة كايسونغ الصناعية (الحدودية) الى ازمة وتغطية طبيعتهم القائمة على المواجهة بتضليل الرأي العام». أتى ذلك رداً على تصريح لرئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي يوم الجمعة الماضي، طغت عليه نبرة تصالحية، وأشارت خلاله الى انه يتعين على سيول الانصات لما تقوله كوريا الشمالية. كما حض وزير الوحدة في كوريا الجنوبية بيونغيانغ على العودة الى المفاوضات لإعادة العمل في مجمع كايسونغ الصناعي المشترك والذي اغلقته كوريا الشمالية الاسبوع الماضي، مما ادى الى فقدان 53 الف عامل فيه وظائفهم. وبث التلفزيون الكوري الشمالي مشاهد لمسؤولين وعسكريين يحضرون تجمعاً حاشداً عشية الاحتفال بالذكرى ال101 لميلاد مؤسس الدولة كيم إيل سونغ. وقال رئيس برلمان كوريا الشمالية كيم جونغ نام ان بلاده يجب ان تواصل خططها النووية. وأضاف: «علينا ان نعزز كماً وكيفاً، القوة النووية وحياة الامة والكنز الوطني المتعلق بكوريا الموحدة الذي لا يمكن مقايضته بأي شيء وان نقوم بعمل شامل في مواجهة الولاياتالمتحدة، للتكيّف مع الوضع السائد في وقت الحرب». وتعهد ب «خطة حازمة لتوجيه ضربة بقوة النيران والتي راجعها وأقرها أخيراً قائدنا الأعلى المحبوب المبجل كيم جونغ اون»، وزاد: «سنعاقب من دون رحمة الامبريالية الاميركية واتباعها الذين تعدوا على سيادتنا وعلى الكرامة العليا لامتنا بإجراء تدريبات على حرب نووية حقيقية وفرض عقوبات على كوريا الشمالية بجنون». وزادت التكهنات في شأن قرب إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً متوسط المدى بعدما تحدثت تقارير كورية جنوبية واميركية عن نقل خمسة صواريخ متوسطة المدى الى موقع على الساحل الشرقي للبلاد. وهددت كوريا الشمالية لأسابيع بمهاجمة الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية واليابان منذ فرضت الأممالمتحدة عقوبات جديدة عليها رداً على أحدث تجربة للأسلحة النووية أجرتها في شباط (فبراير) الماضي، مما أثار تكهنات باحتمال إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً آخر أو إجراء تجربة نووية جديدة. في طوكيو، قال وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيا إن بلاده والولاياتالمتحدة لا يمكنهما السماح لكوريا الشمالية بامتلاك أسلحة نووية، وذلك بعد اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري. ووصل كيري إلى اليابان في آخر محطة في جولة آسيوية تهدف إلى زيادة الدعم لكبح جماح البرنامج النووي لبيونغيانغ. وكان كيري التقى في بكين كبار المسؤولين الصينيين وحضهم على استخدام نفوذهم في إقناع كوريا الشمالية بتغيير سياساتها. وحذر كيري في طوكيو امس، من ان الولاياتالمتحدة «مصممة على الدفاع عن اليابان» التي هددتها كوريا الشمالية باللهيب النووي. أتى ذلك في مؤتمر صحافي مع نظيره الياباني في وقت نشرت طوكيو بطاريات مضادة للصواريخ وأمرت الجيش بتدمير اي صاروخ كوري شمالي قد يهدد أراضيها. وأوردت وكالة الانباء الكورية الشمالية في افتتاحية ان «اليابان ما زالت تشكل هدفاً لجيشنا الثوري واذا قامت بأي حركة فإن شرارة الحرب ستطاول اليابان اولاً».