لندن - «الحياة»، أ ف ب - هيمنت المطالبات الأميركية والدولية بتجميد بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة على محادثات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مع المبعوث الأميركي الخاص بالشرق الأوسط السيناتور السابق جورج ميتشل في لندن، من دون أن يتوصل الطرفان الى اتفاق في هذا الشأن. واتفق نتانياهو مع المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط على ضرورة بدء محادثات «مفيدة» مع الفلسطينيين، لكنه لا يوجد مؤشر إلى تحقيق تقدم في شأن مسألة تجميد الاستيطان خلال اللقاء بين المسؤولين. وفي بيان مشترك مع ميتشل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين سيلتقون مجدداً الأسبوع المقبل في الولاياتالمتحدة لمتابعة جهود إنعاش عملية السلام المتوقفة. وجاء في البيان الصادر باللغة العبرية أن «رئيس الوزراء وجورج ميتشل اتفقا على ضرورة بدء مفاوضات مفيدة بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل التقدم باتجاه التوصل إلى اتفاق سلام في المنطقة». وأفاد البيان الذي صدر بعد أربع ساعات من المفاوضات، أن الجانبين اتفقا «على أن على كافة الاطراف اتخاذ خطوات عملية لدفع السلام». وأضاف أن «المسؤولين الإسرائيليين سيلتقون جورج ميتشل مرة أخرى الأسبوع المقبل في الولاياتالمتحدة». لكن عقب المحادثات التي جرت في لندن وسعى خلالها نتانياهو الى تخفيف الضغوط الدولية، لم يبرز أي مؤشر فوري إلى حصول تقدم في شأن الطلب الأميركي تجميد النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية. وجاء البيان في نهاية زيارة نتانياهو الى لندن، والتي التقى خلالها رئيس الوزراء غوردن براون قبيل مغادرته الى برلين حيث سيلتقي المستشارة الألمانية انغيلا ميركل. وعند بدء المحادثات مع ميتشل، قال نتانياهو إنه يأمل في «محادثات عادية» مع الفلسطينيين، بحسب الناطق باسمه مارك ريغيف. وكان نتانياهو تحدث بعد اجتماعه مع نظيره البريطاني غوردون براون في عشرة داونينغ ستريت عن عزم إسرائيل على التحرك قدماً بالنسبة للمستوطنات، وكذلك استئناف عملية السلام مع الفلسطينيين. ولا يتوقع مراقبون إحراز تقدم كبير خلال محادثات نتانياهو وميتشل. وكشفت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية نقلاً عن مصادر فلسطينية وإسرائيلية وأوروبية أن الرئيس أوباما على وشك التوصل الى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين قد يتيح له أن يعلن استئناف المفاوضات بين الجانبين بعد توقف طويل، وذلك قبل نهاية الشهر المقبل. ومن أبرز نقاط هذا الاتفاق إقناع إسرائيل بضرورة تجميد المستوطنات بعد تعهد اميركي باتخاذ إدارة أوباما موقفاً أكثر تشدداً مع إيران في خصوص برنامجها النووي. وتعتزم أميركا وبريطانيا وفرنسا دفع مجلس الأمن الى توسيع نطاق العقوبات المفروضة على طهران كي تشمل صناعة الغاز والنفط الإيرانيين، وهي خطوة يمكن أن تصيب الاقتصاد الإيراني بالشلل، بحسب الصحيفة. وفي مقابل ذلك، ستوافق الحكومة الإسرائيلية على تجميد جزئي لبناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية لفترة تتراوح ما بين تسعة و12 شهراً. وقال مسؤول وثيق الصلة بهذه المفاوضات «إن الرسالة هي أن إيران تمثل تهديداً لوجود إسرائيل، ولكن المستوطنات لا تمثل مثل هذا التهديد». وأشارت «ذي غارديان» الى أن تفاصيل هذا الاتفاق سيتم التوصل إليها في لندن خلال لقاء نتانياهو مع جورج ميتشل اليوم (الأربعاء). وتابعت أنه على رغم أن المفاوضات تجري سراً، إلا انها وصلت الى مرحلة متقدمة لدرجة أن فرنسا وروسيا عرضتا على أميركا استضافة مؤتمر سلام خاص بالشرق الأوسط. وحدد أوباما مبدئياً موعداً لإعلان هذا التقدم، إما خلال اجتماع زعماء من مختلف دول العالم في إطار اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم 23 أيلول (سبتمبر) المقبل، أو خلال اجتماع قمة الدول الثماني الصناعية الكبرى في مدينة تيسيرج في الولاياتالمتحدة خلال الفترة الممتدة من 24 إلى 25 أيلول (سبتمبر) المقبل. وينتظر أن يعلن أوباما هذه الخطة فيما سيحيط به نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس وكذلك زعماء دول عربية بقدر الإمكان. وذكرت الصحيفة أن أوباما كان ينوي كشف خطته قبل حلول شهر رمضان المبارك الأسبوع الماضي، ولكنه لم يستكمل بعد تفاصيل الاتفاق مع الإسرائيليين والدول العربية في الوقت المناسب. ووفقاً للخطة، فإنه علاوة على اتخاذ موقف أكثر تشدداً بالنسبة لإيران، وهو أمر يعتبره الإسرائيليون بمثابة أولوية، فإن تل أبيب ستعرض تجميداً موقتاً وجزئياً للتوسع في بناء مستوطنات الضفة الغربية في مقابل خطوات تتخذها الدول العربية لتطبيع العلاقات معها. وستتيح هذه الصفقة لأوباما أن يعلن بدء المفاوضات حول قضايا المرحلة النهائية بما في ذلك الحدود ومستقبل القدس وقضية اللاجئين الفلسطينيين، على أن تقوم واشنطن بدور الوسيط. ولكن الصحيفة أشارت الى استثناء القدس من مسألة تجميد توسيع المستوطنات، إذ تزعم إسرائيل بأن العمل في 2400 منزل تعتزم بناءها بدأ بالفعل. وفي ألمانيا، أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة كلاوس فاتَر أن المستشارة أنغيلا مركل ستبحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي اليوم في برلين «حزمة واسعة من المواضيع المهمة» بينها الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة الذي ترفضه برلين. ونفى فاتر في صورة غير مباشرة أن تكون حكومته خضعت إلى مطلب الجانب الإسرائيلي بسحب موضوع الاستيطان من جدول أعمال المحادثات التي بدأها رئيس الحكومة الإسرائيلية بعد ظهر أمس مع الرئيس الاتحادي هورست كولر بعيد وصوله من لندن إلى العاصمة الألمانية. وقال الناطق الرسمي رداً على سؤال ل«الحياة» إن حكومته «تؤيد حل الدولتين على أن يتفاوض حوله الطرفان المعنيان. وإلى أن يحصل ذلك، لا توافق برلين على أي بناء استيطاني إضافي في المناطق المحتلة». وأضاف أن هذا الموقف «أعلنته الحكومة الألمانية مرات، ولن يتغير».