طالب رئيس الاركان الباكستاني الجنرال أشفق كياني بإنهاء «المهزلة التي تتعدى القصاص، ومشاركة الشعب في حسم اللعبة بين الديموقراطية والديكتاتورية»، في إشارة ضمنية الى استياء الجيش من طريقة معاملة الرئيس السابق وقائده السابق الجنرال برويز مشرف الذي يواجه مشاكل قانونية منذ عودته من المنفى قبل نحو شهر. وحذر كياني، في كلمة لمناسبة «يوم شهداء» الجيش، من الفوضى وعودة الديكتاتورية إذا واصلت الأحزاب السياسية التنافس غير الشريف، ولجأت إلى أساليب غير قانونية، مؤكداً ان القوات المسلحة «ستعمل بإخلاص لترسيخ الديموقراطية وحكم القانون»، ما أوحى بأن الجيش لا ينوي التدخل في الملفات القانونية لمشرف، طالما بقيت في أيدي القضاء الذي لم ينهِ النظر فيها. وقبل عشرة ايام من الانتخابات البرلمانية التي يتبادل فيها مرشحو الأحزاب اتهامات بالفساد والمسؤولية عن تدهور أوضاع البلاد، اكد الجنرال كياني ان القيادة العسكرية ستبذل قصارى جهدها لتنظيم «اقتراع حر ونزيه»، مطالباً الشعب والأحزاب بالارتقاء فوق الخلافات العرقية والمذهبية، والتصويت استناداً الى أسس النزاهة والكفاءة، ومنح أفضلية لمن يخدمون الشعب ويحرصون على مصالحه أكثر من نزواتهم الشخصية. وحدد كياني هدف القوات المسلحة بجعل الحكومة ممثلة للشعب و «إذا لم يحصل ذلك لن يختلف الحكم أكان ديموقراطياً أم ديكتاتورياً، لأنه سيهتم بنهب المال العام والاستخدام السيء للسلطة». وطالب الأحزاب بعدم إلقاء مهمة «الحرب على الارهاب» على عاتق الجيش وحده، مشدداً على أهمية حصول إجماع وطني وحزبي على خوض الحرب لدعم معنويات الجنود الذين يواجهون الجماعات المسلحة. وقال كياني: «يجب ان تفهم الاحزاب ان هذه الحرب ستتواصل بعد الانتخابات»، ما يناقض مواقف أحزاب كثيرة عقدت خلال الشهرين الأخيرين مؤتمرات لمناقشة امكان إبرام هدنة مع حركة «طالبان باكستان»، وطالبت بوقف عمليات الجيش. وتقلص تدخل الجيش الباكستاني في السياسة خلال الاعوام الأخيرة، لكنه ما زال يحدد السياسات الأمنية والخارجية، حتى في ظل تولي حكومة مدنية السلطة.