يُشيّع المؤلف والملحن اللبناني وجدي شيا عند الثانية عشرة ظهر اليوم، في مسقط رأسه صوفر (جبل لبنان)، كما أعلنت عضو نقابة الفنانين المحترفين سميرة بارودي. ودعا رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال ارسلان الذي نعاه أمس، «كل المحبين من الأهل والأصدقاء إلى المشاركة في تشييعه إلى مثواه الأخير، لما له من أفضال على الموسيقى العربية وعلى النضال في سبيل القضايا المحقة بالريشة والجملة الموسيقية المبدعة، وهو دين علينا أن نفيه حقه». كما نعاه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قائلاً: «خسر لبنان اليوم المؤلّف الموسيقي وجدي شيّا، رحمك الله يا صديقي وأسكنك فسيح جناته». وتوفي شيّا عن 52 سنة، بعد معاناة مع المرض نتيجة إصابته بفيروس في الكبد. وهو مصنّف درجة أولى بالتلحين في الإذاعة اللبنانية، وعضو في نقابة الفنانين اللبنانيين المحترفين وفي جمعية الملحنين والمؤلفين. حصل على العديد من الجوائز والأوسمة. ترك شيّا أعمالاً موسيقية ومسرحيات غنائية، آخرها مسرحية «شمس وقمر» بطولة عاصي الحلاني ونادين الراسي، وتتناول أسطورة الملك «صيدون» الذي سُمّيت مدينة صيدا الساحلية باسمه، وتُبرز القيَم الوطنية ومعاني الحرية، إضافة إلى الحب الذي لا ينتهي. الموسيقي الذي تمنى أن يصبح يوماً وزيراً للإعلام، قدّم أيضاً استعراض «ليالي الشرق» الغنائي الراقص، عبر رؤية مشهدية ولحنية وضعها لقصائد من عيون الشعر العربي القديم والحديث. ولا ننسى «أورنينا» الملحمة الأسطورية المعاصرة التي قدمها عام 1999 في بيروت ودمشق، ونالت الجائزة الأولى في مهرجان بابل الدولي الحادي عشر من بين 45 دولة مشاركة. كما قدم استعراض «أنا شرقية» في العام 2000 في بيروت وعمّان، كتبها شعراً جورج جرداق. وألف ولحن عشرات الأغنيات الوطنية والرومانسية لنجوم ونجمات الغناء العربي ومنهم سميرة توفيق، سعاد محمد، نهاد فتوح، جوزف عازار، وائل كفوري، لطيفة التونسية، يوري مرقدي، باسكال صقر، غادة شبير، وآخرون. وقد تميّز شيا، وهو من مؤسسي مهرجانات بيت الدين، بوضع الموسيقى التصويرية لكثير من البرامج التلفزيونية وخصوصاً التي يبثها «تلفزيون الجديد». وكان له مواقف سياسية نقدية عبّر عنها في أعماله وفي مقابلاته وفي موسيقاه التصويرية في برامج تحارب الفساد. وصدق حين قال: «أبكي على وطن يضم مسؤولين كالموجودين فيه، وشعباً فَقَد ثقافته وضاعَ في غياهِب الفن المدفوع».