دعت لجنة مكلفة من الحكومة الاميركية واشنطن الى تكثيف الضغط على باكستان في قضية الحرية الدينية محذرة من ان المخاطر على اقليات هذا البلد قد بلغت مستوى الازمة. وفي تقريرها السنوي عبرت اللجنة الاميركية حول الحريات الدينية ايضا عن قلقها ازاء ما وصفته بوضع متراجع في الصين وكذلك مشاكل في مصر وايران وبورما والسعودية ودول اخرى. واللجنة التي تصدر توصيات للحكومة لكن بدون اتخاذ قرارات دعت الولاياتالمتحدة الى اعتبار باكستان "دولة مصدر قلق خاص" ما يعني انها يمكن ان تخضع لعقوبات في حال لم تسجل تحسناً. وفي تقييمها السنوي قالت اللجنة ان انتهاكات الحرية الدينية في باكستان "بلغت مستويات غير مسبوقة بسبب العنف الطائفي المزمن" الذي استهدف الاقلية الشيعية. وقال التقرير ان "الحكومة مستمرة في عدم احترامها المسيحيين والاحمديين والهندوس" مشيرا الى ان تهم الاساءة للاسلام وقوانين اخرى "تستخدم بشكل واسع لانتهاك الحريات الدينية وخلق جو من الافلات من العقاب". وقتل متطرفون مسلمون سنة في السنة الماضية مئات من الشيعة في باكستان لا سيما من الهزارة، المجموعة المتحدرة من افغانستان والمعروفة بموقفها الليبرالي عموما. وقال نوكس ثيمس مدير اللجنة للابحاث والسياسة ان "باكستان في ازمة الان مع هذه الانتهاكات الخطيرة للحرية الدينية". واللجنة التي يعين اعضاءها الرئيس الاميركي باراك اوباما والكونغرس، قالت ان باكستان تواجه اخطر انتهاكات للحرية الدينية مقارنة مع الدول الاخرى غير الواردة على اللائحة السوداء، ولم تدرج وزارة الخارجية الاميركية باكستان على لائحتها. والدول التي تعتبر بانها مصدر قلق بخصوص الحرية الدينية هي الصين واريتريا وايران وبورما وكوريا الشمالية والسعودية والسودان واوزبكستان. والى جانب باكستان، حثت اللجنة وزارة الخارجية على اضافة مصر والعراق ونيجيريا وطاجيسكتان وتركمانستان وفيتنام الى اللائحة. وافاد التقرير ان الحرية الدينية في الصين "تدهورت بشكل كبير" السنة الماضية لا سيما بالنسبة للبوذيين التيبتيين والاويغور المسلمين لكن ايضا بالنسبة لاتباع الكنائس غير المرخص لها وحركة فالونغونغ المحظورة. من جانب اخر اعلنت وزارة الخارجية ان مسؤولين هما سوزان جونسون كوك ودانيال بير عبرا عن قلق حيال الحرية الدينية خلال زيارة الى بكين الاسبوع الماضي. وعبرت اللجنة عن قلق ازاء الوضع في بورما حيث افاد تقرير اصدرته في الاونة الاخيرة منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان ان 211 شخصا على الاقل من اقلية الروهينجا المسلمة قتلوا في اعمال عنف دينية منذ حزيران/يونيو 2012. وتأتي اعمال العنف فيما تجري بورما اصلاحات ديموقراطية وتقيم علاقات جيدة مع الولاياتالمتحدة. وحث التقرير واشنطن على ابقاء التهديد بفرض عقوبات مجدداً لكي تحث بورما على معالجة مشاكل الاقليات. واللجنة التي تاسست بموجب قانون صدر عام 1998 شهدت اصلاحات اطلقها السناتور البارز ديك دوربن الذي عبر عن قلق ازاء اتهامات باتخاذ مواقف ضد المسلمين. والتقرير الاخير يعيد اطلاق الدعوة المثيرة للجدل التي وجهها السنة الماضية من اجل ادراج تركيا ذات الغالبية المسلمة لكن العلمانية، حليفة الولاياتالمتحدة، على اللائحة السوداء بسبب معاملتها للمسيحيين. وفي سابقة، خصص التقرير فصلاً لاوروبا الغربية مثيراً تساؤلات حول حظر ارتداء الحجاب في الاماكن العامة في فرنسا وبلجيكا. ولا يغطي التقرير الولاياتالمتحدة حيث اوقعت حوادث السنة الماضية وبينها اعمال قتل في معبد للسيخ، ستة قتلى.