حيرة وتوتر يتصاعدان مع اقتراب أول رحلة للسفر خارج البلاد طلباً للعلم، هكذا يكون حال الطالب المستجد في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، كون معظم الطلاب لم يغادروا من قبل محيط مدينتهم، فما بالك بالسفر إلى مكان جديد ولغة جديدة ومجتمع لا يعرف عنه المبتعث سوى القليل عبر وسائل الإعلام. «أجيال من أجل أجيال» فريق تطوعي تمّ تكوينه لرسم خريطة طريق للطلاب المقبولين ضمن برامج الابتعاث في مختلف دول العالم. مجموعة من المبتعثين القدامى اعتركتهم حياة الغربة وعرفوا خباياها ثم عادوا ليتواصل نجاحهم بالانضمام إلى المجالات العملية في بلادهم، لكنهم آلوا على أنفسهم نقل تلك التجارب بكل أريحية للمبتعثين الجدد. حول فكرة إنشاء فريق «أجيال من أجل أجيال» تقول رئيسة الفريق سارة الرميخاني إن فكرة تكوين الفريق التطوعي جاءت لتقديم دورات وورش عمل لإعداد المبتعثين على كيفية الانتظام في تلك المجتمعات، بعد تجارب يمر بها الطالب أو الطالبة هناك. بدأت المجموعة نشاطها منذ تشرين (نوفمبر) من العام الماضي، بعد أن انتشرت في الفترة الأخيرة المكاتب الوهمية للابتعاث، ووصل الحال ببعضها إلى توفير قبول فوري من جامعات أميركية، فاستطاعت أن تضلل كثيراً من الطلاب، ولا يتم اكتشاف كذب وخداع تلك المكاتب إلا بعد وصول الطالب إلى تلك الدول، كما تقول الرميخاني. وتشير إلى أن الفريق اتخذ شعار «رحلة الابتعاث من التحديات إلى التخرج» لمساعدة الطلاب والطالبات في شكل تطوعي، وتؤكد أنهم لم يتلقوا أي دعم مادي من أي جهة، «تمول أنشطة الفريق بالعون الذاتي في الوقت الراهن». وتضيف: «تعتمد رؤية الفريق على إعداد سفراء للوطن معتزين بوطنهم وثقافتهم ومبادرين للتحصيل العلمي والتبادل الثقافي في أفضل الجامعات العالمية، كما تتلخص رسالة الفريق في تقديم مواضيع تؤهل المبتعثين للتواصل مع الجامعات إلى جانب التخطيط الاستراتيجي لرحلة الابتعاث». وتوضح أن نحو 100 طالب وطالبة يستعدون لرحلة الابتعاث إلى عدد من دول العالم خلال الأشهر المقبلة، توافدوا على أول لقاء تعريفي بالفريق، وتلقوا خلال اللقاء أبزر متطلبات السفر للمبتعث سواء من النواحي الإجرائية الرسمية أم الشخصية أيضاً. ولفتت إلى وجود تجاوب على المستوى الرسمي مع جهود الفريق، إذ أفادت بتلقيهم بعض الطلبات من أجل تعميم التجربة وتطوير ونشر عمل ورسالة ما يقومون به. مدير قسم البرامج الطبية والعلوم الصحية بالملحقية الثقافية في سفارة خادم الحرمين الشريفين بواشنطن سمر السقاف حضرت اللقاء الأول، واعتبرت أن التجربة تؤكد أن أهم مشكلات المجتمع والظواهر السلبية فيه باختلاف أنواعها تعليمية أو غيرها يمكن أن تعالج عبر مؤسسات غير ربحية، تمثل أذرعاً حقيقية للمؤسسات الحكومية. ولفتت إلى ارتفاع معدل الوعي لدى الطالب السعودي عن الأعوام السابقة في ما يتعلق بالتعامل مع المجتمع الأميركي، وكذلك طريقة وأسلوب الإنفاق، والكثير من السلوكيات التي أظهرت حرص وإدراك الطلاب على ضرورة أن يكونوا في صورة جيدة، وضمن إطار أخلاقي يجنبهم الوقوع في المشكلات، منتقدة «الهجوم على الابتعاث والاتهامات التي تتردد حول آثاره السلبية». من جهته، ربط عضو الفريق أستاذ الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات الطبية نزيه العثماني بين وجود أندية الطلاب السعوديين داخل جامعاتهم في الخارج، ونسب المشكلات التي يقع فيها الطلاب، ونسب تقبل تلك المجتمعات لهم. واعتبر أن فعاليات الطلاب السعوديين ونشاطاتهم تسهم كثيراً في إعطاء صورة جيدة عنهم، وفريق «أجيال من أجل أجيال» يشدد على ضرورة الأندية الطلابية والانتظام فيها لنقل صورة حضارية عن الطالب السعودي.