وصفت كوريا الشمالية اليوم الاثنين قرار حكومة كوريا الجنوبية سحب جميع العاملين الكوريين الجنوبيين من مجمع "كيسونغ" الصناعي بأنه تصرف وقح. وأفادت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" ان صحيفة رودونغ الكورية الشمالية الناطقة باسم حزب العمال الحاكم نشرت تنديد بيونغ يانغ بقرار حكومة كوريا الجنوبية سحب العاملين الكوريين الجنوبيين من مجمع كيسونغ، واصفة إياه بأنه تصرف وقح، وجددت التهديد باتخاذ إجراءات حاسمة ونهائية في حال استمرار سيول في سعيها لتفاقم الوضع. وذكرت انه "يجب أن تدرك كوريا الجنوبية أنها لا تستطيع تجنب تحمل مسؤولية أزمة مجمع كيسونغ الصناعي والتوجه نحو إغلاقه الكامل بتصرفها الوقح". وأضافت ان العلاقات بين الكوريتين تواجه حالة حرب حالياً، مؤكدة على ان كوريا الشمالية لم تتخذ إجراءات حاسمة مثل طرد العاملين الجنوبيين من المجمع قسرياً أو إغلاقه الكامل آخذة في الاعتبار مدى اعتماد الشركات الجنوبية على نشاطها داخل المجمع على رغم حالة الحرب بين الكوريتين. وقالت الصحيفة إن أزمة مجمع كيسونغ لم تصل إلى أسوأ حالة رغم ان سيول تقوم بالمناورات العسكرية الاستفزازية وتدفع وسائل الإعلام المحافظة إلى تنديدها بكوريا الشمالية، وذلك نتيجة تحلي الشمال بضبط النفس. وكان وزير خارجية كوريا الجنوبية يون بيونغ سي أعلن في وقت سابق اليوم ان باب الحوار ما زال مفتوحاً مع الجنوب على رغم تهديدات كوريا الشمالية بإغلاق مجمع كيسونع الصناعي الذي يعد رمز التعاون الأخير بين الكوريتين. وقال يون خلال منتدى في سيول "قررنا سحب جميع العاملين في كيسونغ بغية حماية شعبنا"، لكنه أوضح ان "باب الحوار ما زال مفتوحاً" مع الشمال، مضيفاً "نحن نحاول توجيه رسالة واضحة إلى كوريا الشمالية لكننا في الوقت ذاته نرغب في تعزيز تواصل استراتيجي مع الشمال فيما قوة ردعنا القوية موجودة". وحذر يون من ان عزلة الشمال ستزداد في حال تمسكت بيونغ يانغ بتكتيكاتها القديمة التي تحفز على التوتر. ورأى ان "على الشمال أن يفهم ان برامجه الصاروخية والنووية هي مجرد حلم فارغ". وفي سياق متصل، أعلن متحدث باسم وزارة الوحدة الكورية الجنوبية ان الشمال لم يعط بعد إذناً للموظفين الكوريين الجنوبيين بمغادرة مجمع "كيسونغ"، مشيراً إلى ان الجنوب طلب المصادقة على عودة الموظفين ال50 الباقين بحلول الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم بالتوقيت المحلي. وعقدت حكومة كوريا الجنوبية اجتماع التدابير الحكومي لدعم الشركات العاملة في مجمع "كيسونغ" برئاسة مدير مكتب تنسيق شؤون الدولة كيم دونغ يون. ووضعت الحكومة ثلاثة مبادئ خلال الاجتماع هي: أولاً تخفيف خسائر الشركات العاملة في المجمع. ثانياً تقديم أكبر دعم ممكن. ثالثاً تنفيذ الخطة بأسرع وقت ممكن. وقال كيم "بذلت الحكومة جهوداً كبيرة لتطبيع نشاط الإنتاج في مجمع كيسونغ الصناعي، غير ان قرارها بسحب جميع مواطنيها المتبقين داخل المجمع كان لا بد منه وتسعى الحكومة حالياً لتطبيع نشاط الشركات العاملة في المجمع في أسرع وقت ممكن من خلال تشغيل فريق للعمل الحكومي". ونقلت "يونهاب" عن مصادر مطلعة ان نواب وزراء المالية والوحدة والعدل والأمن والتجارة والصناعة ومسؤولي هيئة الإشراف المالي والاتحاد المركزي للشركات المتوسطة والصغيرة الحجم ناقشوا في الاجتماع اتجاه الدعم المطلوب للشركات مثل إقراضها من صندوق التعاون بين الكوريتين مع الاطلاع على أوضاع الخسائر للشركات. وأقرت الحكومة تشكيل فريق العمل الحكومي لدراسة حجم الخسائر للشركات العاملة في المجمع بصورة منظمة لوضع الدعم الحقيقي لها. ومن المنتظر أن ينفذ فريق العمل الحكومي مختلف تدابير الدعم للشركات المتضررة تدريجياً. يشار إلى ان كوريا الشمالية قررت تعليق نشاط مجمع كيسونغ في 8 نيسان/ أبريل الجاري وسحبت جميع عمالها من المجمع، كما منعت دخول ممثلي الشركات الكورية الجنوبية العاملة فيه، وحملت الجنوب مسؤولية هذه الأزمة. ورفض الشمال اقتراح كوريا الجنوبية، بإجراء محادثات بينهما حول أزمة مجمع كيسونغ الصناعي، ما دفع سيول إلى اتخاذ قرار بسحب جميع عمالها المتبقيين في المصنع والبالغ عددهم حوالي 180 شخصاً.