شهدت بنغلادش غلياناً شعبياً، فيما تجاوزت حصيلة قتلى انهيار مبنى «رانا بلازا» المؤلف من 8 طبقات في ضاحية سافار بدكا العاصمة 300. وبعد يومين على أسوأ حادث في تاريخ الصناعة في الدولة الفقيرة بجنوب آسيا، والتي جعلت صناعة النسيج محوراً لاقتصادها، عثر مسعفون على 50 ناجياً في الطابق الثالث من المبنى المنهار. لكن ذلك لم يمنع آلاف العمال من التظاهر، للمطالبة بتوقيف مالكي المشاغل والمبنى وإعدامهم. واستخدمت الشرطة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود الغاضبة التي هاجمت مصانع وقلبت وحطمت نحو 50 سيارة وأحرقت متاجر، ما أوقف حركة المرور في طرق رئيسة، حتم إغلاق مصانع أبوابها. وأثارت الكارثة جدلاً حول سلامة عمال قطاع النسيج الذي يؤمن إنتاج شركات عالمية كبيرة، علماً أن المبنى المنهار والمشيد بطريقة «غير قانونية « في سافار، يضم خمسة مشاغل تنتج خصوصاً منتجات العلامة الإسبانية «مانغو» والبريطانية «برايمارك». ولم تكشف واشنطن إذا كانت شركات أميركية تشتري من المشاغل التي ضمها المبنى، علماً أن مصنعاً للنسيج في دكا التهمه حريق في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، ما أدى إلى مقتل 111 من عماله، كان يصنع ألبسة لسلسلة متاجر «ولمارت» الأميركية. لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية باتريك فينتريل قال إن «الحادث يثبت ضرورة أن تبحث الحكومة والمالكون والمستهلكون والعمال في وسائل لتحسين ظروف العمل». وكانت الحكومة البنغالية وعدت بملاحقة صاحب المبنى سهيل رانا، عضو حزب «رابطة عوامي» الأكبر في بنغلادش، والذي فرّ بعد الحادث، ومحاسبته، إضافة إلى مالكي 5 مصانع للألبسة يحمّلها أهالي الضحايا مسؤولية الحادث. إلى ذلك، تجاوزت حصيلة القتلى ال304، غالبيتهم من النساء، فيما لا يزال 372 شخصاً في عداد المفقودين الذين ستستمر جهود البحث عنهم.