نظمت حركات شعبية أردنية، إسلامية وعلمانية وعشائرية، تظاهرات في عمان ومحافظات عدة أمس ضد ما سمّته تعزيز الولاياتالمتحدة وجودها العسكري داخل المملكة لاحتمال التدخل في سورية. وتدفق متظاهرون من انتماءات مختلفة إلى ساحة المسجد الحسيني وسط العاصمة عقب صلاة الجمعة، ورددوا هتافات ضد أميركا ونظام الرئيس بشار الأسد، كما أحرقوا العلم الأميركي. وحاول المئات الوصول إلى مقر الديوان الملكي، لكن أجهزة الدرك والشرطة حالت دون ذلك. وهتف المحتجون شعارات صاخبة سمع منها: «ياللي طالع من صلاتك، الأميركي دخل بلادك»، و»عالمكشوف وعالمكشوف، أميركي ما بدنا نشوف». كما حملوا لافتات كتب عليها «الجيش العربي يحمينا»، و»الوجود الأميركي يمس السيادة الوطنية»». وكانت حركات شبابية أردنية ولدت من رحم الربيع العربي دعت إلى تظاهرة «جمعة الجيش العربي يحمينا»، وهو الاسم الرسمي للقوات المسلحة الأردنية، مؤكدة رفضها جلب قوات أجنبية إلى المملكة مهما كانت الظروف. وشارك في التظاهرة التي مضت بسلام، قادة جيش أحيلوا على التقاعد خلال سنوات سابقة. وقال رئيس اللجنة «الوطنية العليا للمتقاعدين العسكريين» في الأردن اللواء المتقاعد علي الحباشنة إن «عموم المتقاعدين يرفضون الوجود الأميركي داخل بلادهم، كما يرفضون توريط الجيش العربي في سورية». وأضاف أن «إدخال الجيش الأردني مع الأميركان إلى سورية يرقى لتهمة الخيانة العظمى». وأكد رئيس مجلس شورى جماعة «الإخوان المسلمين» الأردنية نواف عبيدات أن «الحركة الإسلامية ترفض بشكل قاطع أي وجود للقوات الأميركية على الأراضي الأردنية». وقال أثناء التظاهرة إن «الولاياتالمتحدة لم تنحز يوماً إلى صف الأمة أو مصالحها». وفي محافظة إربد (شمال) والسلط (وسط) والزرقاء (شرق) والكرك ومعان والطفيلة والمزار (جنوب)، نفذ شبان تظاهرات مماثلة ضد الولاياتالمتحدة والنظام السوري، مطالبين بتسليح المعارضة السورية ومنحها غطاء جوياً، وسط هتافات بينها «سورية حرة حرة، وأميركا تطلع برا». وأعلنت واشنطن أخيراً أنها ستعزز وجودها العسكري في الأردن، خشية استخدام النظام السوري أسلحته الكيماوية. وأقر الأردن باستقباله جنوداً أميركيين «للتعامل مع التداعيات الأمنية التي قد تنتج عن الأزمة السورية».