شهد الأردن أمس سبعة مظاهرات حاشدة طالبت بإقالة حكومة رئيس الوزراء سمير الرفاعي وحل البرلمان وإطلاق إصلاح سياسي ومحاربة الفساد، في الوقت الذي رفع فيه المتظاهرون صور الملك عبد الله الثاني وشعارات ولاء له في مظاهرات مدن :عمان والطفيلة والزرقاء وذيبان والكرك واربد والسلط . وتأتي المسيرات عقب يوم واحد من قرار لرئيس الوزراء أعلن فيه زيادة رواتب جميع العاملين والمتقاعدين في الجهازين المدني والعسكري والبلديات والمؤسسات الرسمية، بمقدار عشرين دينارا، اعتبارا من بداية العام الحالي، وبكلفة سنوية تزيد على160 مليون دينار. وانطلقت أولى المسيرات بعد صلاة الجمعة من المسجد الحسيني الكبير في عمان ،وشارك فيها قرابة خمسة آلاف مواطن، طالبوا بإقالة الحكومة وتخفيض الاسعار ومحاربة الفساد والكشف عن ملفات الفساد ، واللافت أن قوات الشرطة وزعت على المتجمهرين قبل انطلاق المسيرة المياه المعدنية والعصائر المجهزة سلفاً. وردد المتظاهرون هتافات موجهة لرئيس الحكومة مثل "ارفع في سعر البنزين وعبي جيوبك بالملايين" و"عالمكشوف عالمكشوف حكومة ما بدنا نشوف". يا حكومة يا منشار بكفي علينا رفع اسعار" وشارك في مسيرة الحسيني كل من الحركة الاسلامية وحزب الجبهة الوطنية الموحدة واليسارين في حين ظهر تجمع كل منهم على حدى . وعلل المتظاهرون مطالبتهم بإقالة أعضاء البرلمان بسبب منحهم الحكومة الثقة قبل شهر ونصف بأغلبية ساحقة بلغت 111صوتا في مقابل 8 نواب حجبوا الثقة وغياب أخر،في وقت تشهد البلاد فيه ارتفاعا جنونيا في الأسعار وتدنيا في المداخيل. وفي مدينة اربد شمال عمان ، انطلقت مسيرة من أمام المسجد الهاشمي طالب فيها المئات برحيل الحكومة ، وهتف المعتصمون عبارات تؤكد رفضهم لوجود سمير الرفاعي رئيسا للحكومة وهتافات أخرى أنحوا فيها باللائمة على أعضاء البرلمان ،أمثال" يا نواب يا نايمين سرقوا منا الملايين". وتوقفت المسيرة على دوار"الشهيد وصفي التل"كمحطة رمزية ، وهو شخصية يعتبرها الأردنيون "رمزا شعبيا"،وقد شغل منصب رئيس الوزراء في عام 1962واغتيل في القاهرة في 28 نوفمبر 1971 . وفي مدينة الكرك ،جنوب البلاد تظاهر 10 الآف شخص بمشاركة القوى السياسية واحزاب المعارضة وجماعة الاخوان المسلمين مطالبين باقالة حكومة الرفاعي و تخفيض الضرائب المفروضة على السلع الاساسية وحل مجلس النواب. وبقيت محافظة الطفيلة جنوب الأردن في في دائرة الاعتصامات حيث طالب مئات المعتصمين برحيل حكومة سمير الرفاعي. وفي مادبا جنوب البلاد انطلقت مسيرة في لواء ذيبان منددة بالفريق الوزراي مطالبين بإقالة الناطق الاعلامي باسم الحكومة أيمن الصفدي الذين اعتبروه وزير تأزيم استفز الأردنيين. وتشابهت مطالب المتظاهرين في الزرقاء شرق البلاد والسلط غربها بتلك التي انطلقت في باقي المدن الأردنية. وتشير الإحصاءات الرسمية أن عدد الفقراء الأردنيين يبلغ 700 ألف فيما تبلغ نسبة الفقر 13 %.