قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن دعم الولاياتالمتحدة للمعارضين السوريين المسلحين قد يؤدي إلى "مزيد من الهجمات على الأراضي الأميركية" مثل هجمات 11 أيلول/سبتمبر، وحذر من أن المقاتلين الإسلاميين سينشرون "نار الإرهاب" في أنحاء العالم. وحذّر المقداد من أن "المساعدات الأميركية للمعارضة قد تأتي بنتائج عكسية، بمجرد أن تنتشر نار الإرهاب في سورية فسوف تمتد إلى جميع أنحاء العالم". وذكّر المقداد الإدارة الأميركية "بهجوم 11 سبتمبر، الذي لقي إدانة قوية في سورية"، آملا أن "لا تكرر تلك السياسات التي تشجع الإرهاب". وأضاف إن "هناك الكثير من الأوروبيين بين المقاتلين الإرهابيين من 37 جنسية الذين يقاتلون في سورية، بعضهم من منطقة الشيشان". وكغيره من المسؤولين السوريين، عبّر المقداد عن "ثقة كبيرة في قدرة القوات السورية على كسب الحرب الأهلية"، ونفى أن "يكون مقاتلو المعارضة يحرزون تقدماً". وأكد أن "الحكومة تسيطر على جميع أنحاء سورية، لكن هناك أماكن تحصل فيها الجماعات المسلحة على أسلحة وأموال من دوائر معينة، ومن ثم فإنها تسيطر على هذا الجزء أو ذاك في سورية لأسباب متعلقة بالدعم والإمداد". وأجاب المقداد،عند سؤاله متى ستنتصر الحكومة، أنها تحارب "جماعات إرهابية، وعادةً ما يستغرق الأمر بعض الوقت في جميع الدول، التي تعاني من آفة الإرهاب". ونفى أن تكون "القوات الحكومية استخدمت أسلحة كيماوية"، واصفاً ما قيل عن عرقلة سورية لتحقيق الأممالمتحدة في هذه المزاعم، بأنه "أكذوبة كبرى". وأكد أن "دمشق أعطت موافقتها الأولية للأمم المتحدة للتحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيماوية في منطقة خان العسل قرب حلب، لكن الأمور تعقدت عندما أرادت المنظمة الدولية توسيع نطاق التحقيق ليشمل مزاعم أخرى". واتهم المقداد بريطانيا وفرنسا ب"محاولة تعقيد تحقيق الأممالمتحدة للحيلولة دون ظهور أدلة على استخدام المعارضين لقذائف كيماوية"، لكنه لم يقدم دليلاً على اتهامه. كما نفى تلقي دمشق "أسلحة ودعماً عسكرياً من روسيا، أو مقاتلين من إيران أو حزب الله"، قائلاً إن "الداعمين الأجانب لا يقدمون سوى مساعدات إنسانية، وسورية لديها ما يكفيها من السلاح". وحذر الاتحاد الأوروبي من "مساعدة المعارضين على بيع نفط الحقول الشمالية التي يسيطرون عليها"، معتبراً أن "هذه سرقة مباشرة للممتلكات السورية، ما زلنا حكومة وحكومة قوية. وسوف نمنعهم". وأعرب عن اعتقاده أن "الهدف الرئيسي من مهاجمة سورية، هو إضعافها كقوة رئيسية وتنفيذ سياسات إسرائيل في المنطقة، بالتواطؤ مع المصالح الأميركية والغربية". وذكر المقداد، رداً على سؤال حول رؤيته لنهاية الصراع، تصورين اثنين "إما أن نختار حلاً سياسياً مثلما عرض الرئيس الأسد في خطابه في السادس من كانون الثاني/يناير، أو السيناريو الآخر إذ يستمر الهدف الرئيسي، المتمثل في تسليح وإيواء وتهريب الجماعات المسلحة إلى سورية". وأضاف "في هذه الحالة لدينا جيش قوي ودولة قوية وإصرار من غالبيةالسوريين على محاربة الإرهاب، لكن الخيار المفضل لدينا ولدى القيادة السورية هو العمل على إيجاد تسوية سياسية".