أعادت لوائح الإدعاء العام في قضية المتهمين ال50 الذين شرعت المحكمة الجزائية المتخصصة هذا الاسبوع في محاكمتهم للأذهان قضية شهيرة أخذت أبعادا سياسية ورسمية وشعبية واسعة قبل سنوات وهي قضية اغتيال المقيم الأمريكي «بول مارشال جونسون» على يدي الغدر والارهاب التي نفذت العملية البشعة أواخر شهر ربيع الآخر من العام 1425ه في أحد أوكارهم في العاصمة الرياض وبثت صوراً لعملية الاغتيال التي تم فيها فصل رأس الضحية عن جسده، حيث عثرت السلطات الأمنية بعدها على رأس المغدور محفوظ في ثلاجة داخل وكر إرهابي بحي الملك فهد بالرياض في الثالث من شهر 6 من نفس العام. وكشفت لوائح الإدعاء العام التي تلاها المدعي العام داخل المحكمة أمس الأحد على دفعة جديدة من عناصر هذه الخلية، كشفت عن تورط عدد منهم في عملية الاغتيال البشعة تلك والمشاركة فيها وكذلك التمثيل بالجثة وتصويرها مجسدين صورة وحشية وغير إنسانية. وبالعودة لملف «جونسون» الذي ذكر اسمه داخل المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض أمس بعد سنوات من اغتياله فإن الضحية ووفقاً لمقربين منه كان مهتماً جداً بالاسلام ويسأل زملاءه بالعمل عن الدين الاسلامي كثيراً كما انه شخص مسالم ويحب السعوديين والمسلمين ولديه علاقات طيبة كونها مع كثير منهم طوال العشر سنوات التي قضاها فيها، وكان مقربون منه يأملون أن يعود إلى بلاده لينقل للأمريكيين هناك سماحة الاسلام وكثير من تعاليم هذا الدين التي عاصرها وشاهدها خلال فترة عمله هنا. وكان إعلان نبأ مقتل الرهينة الأمريكي بول مارشال جونسون على أيدي العناصر الإجرامية التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي قد جاء بعد مرور سبعة أيام على اختطافه، حيث أعلن التنظيم الإرهابي نبأ مقتله وبث ثلاث صور تظهر رأس القتيل مقطوعاً وموضوعاً على ظهره وتم العثور على جثته في إحدى الاستراحات في المونسية شرق الرياض. وأحدثت قضية الاغتيال هذه ردود فعل واسعة داخليا وخارجيا، حيث أجرى خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - ولي العهد آنذاك - اتصالاً هاتفياً بفخامة الرئيس جورج دبليو بوش الرئيس السابق للولايات المتحدةالأمريكية عبر فيه سموه لفخامته عن تعازيه ومواساته في مقتل المقيم الأمريكي بول مارشال جونسون، وأثنى الرئيس الأمريكي على الخطوات التي اتخذتها حكومة المملكة لمكافحة الارهاب منوها بما قام به رجال الأمن في التصدي لهذه الفئة الضالة ودحر أعمالها، كما تلقى حفظه الله عدة اتصالات هاتفية من قادة ورؤساء العالم وشخصيات سياسية رفيعه عبروا فيها عن استنكارهم الشديد للعمل الاجرامي الذي قامت به مجموعة من المفسدين من قتل المقيم الأمريكي جونسون. كما تلقى المكتب الإعلامي في سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن «رسالة» من نجل بول مارشال جونسون بعنوان «رسالة من بول جونسون الابن الى الشعب السعودي» والتي أكد من خلالها ان والده أقام صداقات عميقة مع السعوديين وانه يكن كل احترام للمملكة ويود ان يراها تنعم بأمن دائم وانه وزوجته فضلا الإقامة الدائمة فيها وكان سعيدين بذلك، وكان يكن احتراما كبيرا للتقاليد السعودية ورغم انه لم يكن ملزما بالعيش في السعودية إلا انه وزوجته فضلا الإقامة فيها وكانا سعيدين بذلك.