في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار المواشي، اتجهت أسعار ومبيعات اللحوم المجمدة إلى التراجع، على رغم حلول شهر رمضان، وما يرافقه من زيادة في الاستهلاك لهذا النوع من الأطعمة. ويتوقع مسؤولون في شركات بيع اللحوم المجمدة، انخفاض أسعار اللحوم في رمضان بسبب وفرة المعروض، وقدروا نسبة التراجع بما يتراوح بين 15 و40 في المئة، لأن العرض أكبر من الطلب والمستودعات ملأى. وقال المدير العام لمؤسسة الماهر الخليجية ماهر العقيلي: «موسم هذا العام غير طبيعي، ومختلف عن المواسم الأخرى، فنحن شبه متوقفين عن بيع اللحوم المجمدة إلى الآن، ولا توجد حركة بيع او شراء، والعرض زائد على الطلب، وبالتالي لن ترتفع الأسعار، ويمكن فقط للصنف غير المتوافر بكثرة أن يتأثر سعره ويزيد، والمستودعات لدينا ممتلئة، وتغطي شهراً بعد انتهاء رمضان، وأكثر الدول التي يتم استيراد اللحوم المجمدة منها هي البرازيل واستراليا والهند». واعتبر أنه لا توجد مقارنة بين اللحوم الحية والمجمدة، وغالبية المطاعم والفنادق وشركات الإعاشة وخطوط الطيران تعتمد على اللحوم المجمدة، لذلك الإقبال على المواشي الحية نسبته لا تذكر ولا يمكن مقارنتها. ورأى أن أسعار اللحوم المجمدة تعتبر معقولة، وهي تختلف وفق الطلب والدولة التي يتم الاستيراد منها، ويتم بيعها حالياً بسعر كلفة الاستيراد، لأن الطلب عليها يكاد يكون معدوماً، وذلك بسبب دخول شهر رمضان في موسم الصيف، فنسبة كبيرة من السعوديين في الخارج، وأيضاً أعداد المعتمرين الذين جاءوا الى المملكة أقل من كل سنة. وأضاف العقيلي: «التجار لم يأخذوا درساً من السنوات الماضية، واستوردوا بضائعهم بكميات كبيرة، ولا يمكن للتجار أن يتوقّعوا حجم البيع في موسم رمضان، لأن المستهلك لدينا بعد الأزمة العالمية أصبح أوعى، واتجه لتقنين استهلاكه، فأصبحت المنافسة الحاصلة بين التجار في السوق كالحرب». وتابع: «كل تاجر يستخدم قوته بالمخزون المتوافر لديه، ويُخفض السعر ليبيع حتى لا يخسر، وكثير من التجار المعتمدين على البنوك أصبحوا يتحركون لجمع السيولة لتسديدها للبنوك، أو لدفع مبالغ للموردين الخارجين، خصوصاً أن أرباح التجار من المواد الغذائية ليست عالية». من جانبه، قال المدير التجاري لثلاجة المستقبل بسام العلي، إن التوقعات خلال شهر رمضان تشير إلى ضعف بيع اللحوم المجمدة، لأن مؤشرات السوق غير جيدة، فزيادة الطلب في كل عام تبدأ قبل رمضان بشهرين، اذ يزيد التجار من الاستيراد، لكن المبيعات ستتراجع بنسبة 40 في المئة، كما انخفض الاستيراد بنحو 10 في المئة. وأوضح أن اللحوم المطلوبة في الأسواق السعودية نوعان هما البقري، ويأتي من الهند والبرازيل، وتوجد لحوم مبردة تأتي من أميركا، ولكن نسبتها ضئيلة جداً، وأسعار اللحوم البقرية الهندية في نزول بفارق كبير يصل إلى 8 في المئة، أما اللحوم البرازيلية فأسعارها ثابتة، لأنها تأثرت بالنزول الحاد للدولار. ويتوقع مدير فرع الثلاجة العالمية عبدالعزيز الخلف، نزول أسعار اللحوم المجمدة خلال شهر رمضان بنسبة 15 في المئة، نظراً للوفرة في المعروض والمستودعات وقلة الطلب، خصوصاً مع سفر الكثيرين للخارج، وأكثر اللحوم التي يتنافس عليها التجار هي اللحوم الهندية. واعتبر أن اللحوم المجمدة أفضل من الطازجة، لأنها ذات جودة، أما اللحوم الحية التي تصل إلينا فتكون أعمارها كبيرة، ويختلف الطلب على أنواع اللحوم بحسب المناطق، فالمنطقتان الوسطى والشمالية يزداد الطلب فيهما على لحوم الأغنام، أما الغرب والجنوب فيكون على اللحوم البقرية. وتشير الاحصاءات إلى أن السعودية تستهلك نحو 760 ألف طن من اللحوم سنوياً، وعلى رغم الاستهلاك الكبير للشعير والأعلاف في المملكة، إلا أن السعودية لم تتمكن من تحقيق نسبة كبيرة من الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء، إذ تستورد نحو 69 في المئة منها من الخارج.