التقى وفد من السفارة الأميركية في موسكو أمس، والدي الشقيقين جوهر وتيمورلنك تسارناييف المتهمين بتنفيذ تفجيري بوسطن في 15 الشهر الجاري، والذي اسفر عن 3 قتلى و260 جريحاً، وذلك في جمهورية داغستان شمال القوقاز التي تسكنها غالبية من المسلمين. وتأتي زيارة الوفد الأميركي إلى داغستان وسط تساؤلات متزايدة في الولاياتالمتحدة حول عدم تنبه «أف بي آي» إلى مؤشرات مهمة كان ستزيد الشكوك حول الشقيقين قبل اعتداء بوسطن، علماً أن مصادر قريبة من التحقيقات كشفت أن اسم تيمورلنك ادرج في لائحة سرية للإدارة الأميركية تتضمن أسماء أشخاص تعتبرهم إرهابيين محتملين. وقال مسؤول في السفارة إن «الحكومة الروسية تتعاون مع مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) في التحقيق الخاص بتفجيري بوسطن»، علماً أن الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين كانا تعهدا بعد الاعتداء تعزيز التعاون بين أجهزة بلديهما. وكشف مصدر أمني روسي أن المقابلات مع والدي الشقيقين جرت في مقر جهاز الأمن الفيديرالي في داغستان، وأشار إلى أن المسؤولين الأميركيين سألوا الوالدين عن زيارة تيمورلنك إلى داغستان والشيشان العام الماضي، وأنهما ردا بأن «نجلهما لم يتصل بإسلاميين متطرفين»، وهو ما أكده سابقاً وزير الداخلية الداغستاني عبد الرشيد ماغميدوف، وكذلك جماعة «إمارة القوقاز» المتطرفة بزعامة دوكو عمروف، والتي نفت علاقة فرعها في داغستان بالاعتداء. وكان الهدف المعلن لزيارة تيمورلنك نيل جواز سفر روسي جديد، لكنه لم يتسلمه. وأقرّت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية جانيت نابوليتانو أن السلطات رصدت تيمورلنك لدى توجهه إلى روسيا في كانون الثاني (يناير) 2012، لكنه عاد من دون أن يتنبه له احد في تموز (يوليو)، وذلك بسبب خطأ في كتابة اسمه لم توضح أسبابه وعواقبه. وقتل تيمورلنك (26 سنة) في اشتباك مسلح مع الشرطة الأميركية الخميس الماضي، بينما يعاني جوهر (19 سنة) من جروح خطرة أصيب بها خلال اعتقاله الأسبوع الماضي. ولا يزال يعالج في المستشفى، واتهم ب «استخدام أسلحة دمار شامل» ما يعرضه لعقوبة الإعدام. لكن والدهما أنزور ابلغ وسائل إعلام أن ولديه بريئان، ولا يمكن أن يكونا نفذا التفجيرين. وكان لافتاً أمس، اتهام فرد من أسرة الشقيقين، هو سعيد تسارناييف، بإرسال معلومات خاطئة إلى الولاياتالمتحدة للإيقاع بهما، وقال: «تريد موسكو أن تقنع الغرب بأن التمرد الإسلامي الذي يشهده شمال القوقاز بات عالمياً، وبلغ حدّ مهاجمة هدف أميركي». وزاد :»تحتاج روسيا إلى أن تظهر للغرب والولاياتالمتحدة أن الشيشان إرهابيون»، علماً أن الولاياتالمتحدة دأبت على اتهام روسيا باستخدام تكتيكات غليظة ضد المتمردين، لكن بوتين قال إن «الغرب يسيء تقدير التهديد الأمني الذي تواجهه موسكو». وفي الولاياتالمتحدة، أكدت مصادر طبية تحسن الحالة الصحية لجوهر المصاب في رأسه وعنقه وساقيه وإحدى يديه، بينما ركز المحققون على استجوابه في دوافع التفجيرين، وحصلوا على تعاون زوجة تيمورلنك الأميركية كاثرين راسل (24 سنة) التي أكدت «صدمتها التامة» لدى اكتشافها ضلوع زوجها وشقيقه في اعتداء بوسطن. ونقل المحققون عن جوهر قوله إن استياءه وشقيقه من الحروب الأميركية في العراق وأفغانستان شكل الدافع الرئيسي لتنفيذهما اعتداء بوسطن. إلى ذلك، أعلن رئيس بلدية بوسطن توماس أم. منينو أن صندوقاً خيرياً أنشئ لمساعدة ضحايا تفجيري ماراثون بوسطن جمع نحو 20 مليون دولار. رسائل «الريسين» على صعيد آخر، أسقط الادعاء الأميركي اتهامات وجهت إلى بول كيفن كيرتس المتحدر من ولاية ميسيسيبي بإرسال رسائل تحتوي على سم «الريسين» إلى الرئيس باراك أوباما والسناتور روجر ويكر. وبرر هؤلاء قرارهم الذي جاء بعد ساعات على إطلاق كيرتس بكفالة مالية، بأن «التحقيقات الجارية كشفت معلومات جديدة»، في وقت أعلنت الوكالة الأميركية للاستخبارات العسكرية الثلثاء أنها تلقت بريداً تضمن «مواد يحتمل أنها سامة» في مقرها العام. ولاحقاً، صرح كيرتس في مؤتمر صحافي بأنه يحترم الرئيس أوباما والولاياتالمتحدة، ولن يلحق أذى بموظف عام، فيما كشفت محاميته كريستي ماكوي أن موكلها وقع ضحية مكيدة، مشيرة إلى أن مسؤولين أمنيين فتشوا منزل رجل ثانٍ في ميسيسيبي في ما يتعلق بالقضية. وفي نيويورك، دان القضاء للمرة الثانية السكرتير الشخصي السابق للزعيم الراحل لتنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، المواطن اللبناني الأصل وديع الحاج، بالمشاركة في تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998. وطالب محامو الحاج الذي اعتبر أحد أربعة أشخاص دينوا عام 2001 بالتورط بتفجيري السفارتين اللذين اسفرا عن 224 قتيلاً، بالرأفة لموكلهم. لكن لويس كابلان قاضي المحكمة الجزائية في مانهاتن اكد أن الحاج لم يظهر ندماً على ما فعله، وأنه «إرهابي ملتزم» قد يستأنف نشاطه إذا اطلق. ووصف الحاج إدانته بأنها ظلم، وجادل بأن هيئة المحلفين «منحازة». مسلمو كندا في كندا، قال أفراد من الجالية المسلمة التي أبلغت الشرطة هذا الأسبوع عن مخطط مزعوم لمهاجمة قطار ركاب في تورنتو، ما أدى إلى اعتقال مشبوهين هما رائد جاسر وشهيب الصغير، إن أئمة المساجد مستعدون للإبلاغ عن متشددين يمكن أن يخالفوا القانون. وقال ناصر عرفان سيد، المحامي الذي بادر بالاتصال بالشرطة نيابة عن إمام مسجد لم يكشفه في تورونتو ارتاب بسلوك جاسر: «زعماء الأقلية والأئمة أشخاص مسؤولون، وسيبلغون السلطات عند الضرورة، لكن سيتحلون في الوقت ذاته بالحكمة كي لا تسير الأمور بطريقة طائشة أو غير محسوبة». وأشاد رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر ووزير الأمن العام فيك تويس بتعاون المسلمين أمام البرلمان.