باءت محاولات الأجهزة الأمنية الكندية، ممثلة في الشرطة الفيديرالية، والدفاع المدني، في البحث والتقصّي عن الطالب السعودي المُبتعث المختفي حمزة الشريف، ب «الفشل الذريع». وكشفت السفارة السعودية في أوتاوا ل «الحياة»، أنه تم «العثور على جثث مفقودة، وبعضها تجاوز اختفاء أصحابها أعوام عدة، وذلك أثناء عملية البحث من طريق أشعة «السونار»، التي تنفذها شركة متخصصة في مجال التمشيط، شملت مدينة ساسكاتون وخارجها، لكنها لم تظهر جثة حمزة من بينها». وعادت ذكرى الشريف بعد عامين من اختفائه، مع تكرار حوادث اختفاء المبتعثين السعوديين خلال الأسابيع الماضية، سواءً عبدالله عبداللطيف القاضي الذي اختفى في أميركا، أم مشعل عائش البلوي الذي اختفى في أستراليا. فيما يتوقع أن تعيش أسرة الشريف، الذي كان يدرس الهندسة الكيماوية في جامعة ساسكاتون، أسوأ أيامها في الفترة المقبلة. مع حلول الذكرى الثانية على فقدان حمزة ذو ال23 عاماً، في ال15 كانون الأول (ديسمبر) 2012، في ظروف «غامضة». وعلى رغم مرور عامين على الاختفاء، إلا أن عائلته تمسّكت ببصيص أمل في عثور الأجهزة الأمنية الكندية على حمزة، وبخاصة حين عثرت على معطف (جاكيت) يشتبه أن يكون لابنها. وأكدت السفارة السعودية في أوتاوا، الشكوك حول احتمال أن يكون المعطف (الجاكيت) المعثور عليه، يعود للمفقود حمزة. وقال مدير إدارة الإعلام في السفارة الدكتور زيد الحربي ل «الحياة»: «إنه له بالفعل، وهو ما تأكد بعد عمليات تفحّص، وتثبت من مواصفاته، بحسب المعلومات التي وردت حوله، ومشابهتها لمواصفات المعطف (الجاكيت) الذي كان يرتديه المفقود قبل اختفائه»، موضحاً أن «السفارة لا تزال تكثف جهودها في البحث»، مشيراً إلى أنهم على «تواصل مستمر مع الأجهزة الأمنية التي تؤدي دورها بتفاعل». وذكر الحربي أنه «على رغم قرب اكتمال العامين على قضيّة المفقود الشريف، إلا أنه لا يوجد أي مستجدات في إجراءات البحث عنه، وذلك بحسب ما أوضحته السلطات الكندية». وأوضح أن «السفارة قامت بتوكيل محقق خاص في القضية. وتكفلت السعودية بدفع تكاليفه»، مبدياً عدم رغبته في الإعلان عن قيمة كلفة المحامي الموكّل. ولفت إلى أنهم قاموا بتنويع طرق وأساليب البحث عن الشريف، وذلك من طريق القوارب وطائرات الهليكوبتر. وأكد أن «السفارة لم تكتف بذلك، إذ قامت بالتعاقد مع شركة أميركية متخصصة في مجال البحث والتمشيط». وأضاف مدير إدارة الإعلام في السفارة السعودية: «قامت الشركة بعملية البحث والتمشيط، داخل المدينة وخارجها، بعد ورود معلومات حول إيجاد معطف (جاكيت) المفقود، وتأكدنا أنه له، وذلك على جسر بقرب نهر يمر في مدينة ساسكاتون». وذكر أنه «أثناء عملية البحث والتمشيط تم العثور على جثث كثيرة لمفقودين من أعوام عدة. وتعرفت السلطات الكندية على بعضهم. فيما لم تظهر جثة حمزة الشريف من بين تلك الجثث، ولا يزال البحث مستمراً عنه». يذكر أن الطالب السعودي المبتعث في كندا حمزة الشريف، من سكان حي المنار بجدة، اختفى قبل عامين بصورة «مفاجئة» في مدينة ساسكاتون (جنوبكندا). وكان يجري اختبارات نهاية العام الدراسي الثالث. وما زاد من غرابة اختفائه أن جميع محتوياته الشخصية من جواز سفره ومحفظته وموبايله عُثر عليها في مكانها داخل شقته. كما اتضح أنه لم يقم بسحب أي مبلغ مالي من حسابه المصرفي منذ اختفائه. وكان آخر من اتصل به شقيقته ليلى التي تدرس في ولاية كندية أخرى.