هدّد محتجون يغلقون حقل "أبو الطفل" النفطي في ليبيا، بإغلاق حقل ثان لإجبار المؤسسة الوطنية للنفط الحكومية، على توظيف مئات من المواطنين المحليين، وذلك وفق ما قاله ناطق باسمهم اليوم الثلثاء. ويغلق ليبيون يطالبون بوظائف، حقل "أبو الطفل" وهو مشروع مشترك بين "إيني" الإيطالية ومؤسسة النفط الوطنية منذ عام، في إطار موجة من الإضرابات في المنشآت النفطية بدأت في تموز (يوليو) 2013. وانتهت احتجاجات في حقول نفطية أخرى، لكن حقل "أبو الطفل" الذي يقع في مدينة جالو في شرق ليبيا المضطرب لا يزال مغلقاً. وإلى جانب الحقل الذي كان يضخ 60 ألف برميل يومياً، يغلق المحتجون حالياً حقل "غالو 59" القريب و"حقل "103أ. وقال الناطق إن "المحتجين يخططون لتحرك ثالث يتمثل في إغلاق حقل 103B القريب". مشيراً أنه "إذا لم تستجب المؤسسة الوطنية مطالبنا بحلول يوم الخميس فسيتم إغلاق حقل 103B". وتسببت الإغلاقات في خفض إنتاج ليبيا النفطي إلى أقل من 900 ألف برميل يومياً، على رغم أن المؤسسة الوطنية للنفط لم تعلن عن أحدث أرقام للإنتاج. وحققت صناعة النفط في ليبيا عضو منظمة "أوبك" تعافياً منذ استئناف تشغيل ثلاثة موانئ رئيسية في شرق البلاد في وقت سابق هذا العام، في إطار اتفاق مع مجموعة من المحتجين الذين أغلقوا الموانئ مطالبين بحكم ذاتي. لكن ميناء "الزويتينة" في الشرق لا يزال مغلقاً. ويطالب عمال النفط هناك بتغيير إدارة الشركة التي تدير الميناء. وتكافح ليبيا في ظل سلطة منهارة وحكومة غير قادرة على السيطرة على مسلحين سابقين ساهموا في الإطاحة بحكم القذافي في 2011، لكنهم الآن يستخدمون الأسلحة الثقيلة للسيطرة على حقول نفطية أو وزارات سعياً وراء تحقيق مطالب سياسية ومالية. وتواجه الحكومة المركزية التي يعترف بها المجتمع الدولي تحدياً يتمثل في وجود حكومة بديلة شكلتها مجموعة مسلحة من مدينة مصراته في الغرب، والتي استولت على العاصمة طرابلس، وهو ما دفع مسؤولين كبار إلى الانتقال إلى مدينة طبرق في أقصى الشرق.