قررت محكمة الاستئناف في الكويت أمس إخلاء سبيل قطب المعارضة النائب السابق مسلم البراك بكفالة 5 آلاف دينار كويتي (17 ألف دولار) مع منعه من السفر وتأجيل الجلسة إلى 13 أيار (مايو) المقبل. وأثار القرار حالاً من الابتهاج بين ناشطي المعارضة الذي احتفلوا بالقرار فور صدوره في قصر العدل، فيما قال البراك إن «الفرحة لن تكتمل إلا بالإفراج عن باقي سجناء الرأي». وعقدت محكمة الاستئناف جلسة أمس وسط إجراءات أمن غير مسبوقة، إذ طوقت القوات الخاصة قصر العدل، وهو مجمع المحاكم في العاصمة الكويتية، وأخلت المبنى من المراجعين ومنعت مئات النشطاء الذين رافقوا البراك إلى المحكمة من الدخول إليه. وكان مرجحاً وقوع أعمال احتجاج عنيفة لو جاء قرار المحكمة بتنفيذ الحكم الأول على البراك. وكانت محكمة الجنايات قضت على البراك في الأسبوع الماضي بالحبس خمس سنوات مع الشغل والنفاذ لإدانته بتهم، منها الإساءة إلى الأمير الشيخ صباح الأحمد خلال خطاب سياسي في تجمع للمعارضة في 15 تشرين أول (أكتوبر) الماضي. وأثار الحكم غضب الآلاف من مؤيديه الذي اعتصموا أمام ديوان عائلة البراك على مدى ليال شهدت صدامات حادة بينهم وبين قوى الأمن التي اقتحمت الديوان في محاولة غير ناجحة لاعتقاله. كذلك أوقعت الصدامات جرحى بين الطرفين وأدت إلى اعتقال 19 ناشطاً. وطعن محامو البراك في حكم محكمة الجنايات ببطلانه «لكونه لم يحقق ضمانات قانونية» للمتهم. ويعتقد بأن قرار محكمة الاستئناف إخلاء سبيل البراك قد يخفف من الاحتقان الذي عاشته الكويت على مدى أسبوع، من دون أن يطوي الخلاف السياسي الذي لا يزال مستمرا بين السلطة والمعارضة، ومحوره مطالبة الأخيرة بإبطال المرسوم الأميري بتعديل قانون الانتخابات التي قاطعت المعارضة بسببه الانتخابات الأخيرة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وخلال جلسة المحكمة امس، جدد البراك نفيه تهمة الإساءة إلى الأمير، لكنه تمسك بخطابه الذي يحاكم بسببه، مصراً على أن العيب هو «في سوء فهم الأجهزة الأمنية للخطاب». وقال للقاضي: «لن أنكر ما قلته ولو يعاد بي الزمن للوراء لقمت بإعادته، وأنا لا أريد سوى محاكمة عادلة تتوافر فيها الضمانات». وكان 35 محامياً تطوعوا للدفاع عن البراك، لكن القاضي المستشار أنور العنزي سمح لأربعة منهم فقط بالترافع. وبعد المرافعات، رفع القاضي الجلسة مدة ساعة عاشت خلالها الكويت على أعصابها وانشغلت وسائل الاتصال الاجتماعي، مثل «تويتر» بمصير البراك، قبل أن يعلن قرار إخلاء السبيل بكفالة. وبعد خروجه، خطب البراك في جمهور مؤيديه وسط الأناشيد والأهازيج، فأكد استمرار المعارضة في حراكها الإصلاحي، وجدد المطالبة ب «حكومة منتخبة في الكويت». وقال إن الفرحة «لن تكتمل إلا بالإفراج عن باقي سجناء الرأي»، ثم رافقته مئات من المناصرين في موكب بالسيارات إلى ديوانه، حيث احتفلوا حتى المساء وتحلقوا حول وليمة عشاء كبيرة.